الإعلان المشترك للدورة الحادية عشرة لمؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية 2025

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 01-12-2025
انطلاقا من الروابط التاريخية العريقة والإرادة المشتركة بتعميق الشراكة الاستراتيجية، وفي إطار البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي (2024-2026)، انعقدت الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في مدينة بيجينغ الصينية يومي 17 و18 نوفمبر 2025م.
وقد شهد المؤتمر مشاركة رفيعة المستوى من المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وقادة الأحزاب السياسية وممثلي الفكر والإعلام من الجانبين الصيني والعربي، إلى جانب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وناقش المشاركون بعمق سبل تعزيز الحوار الحضاري وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وتوصلوا إلى التوافقات التالية:
أولاً: يثمن الجانبان، الصيني والعربي، الزخم التاريخي الذي شهدته العلاقات الثنائية، والذي تجلى في الانعقاد الناجح للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بحضور فخامة الرئيس الصيني شي جينبينغ وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية. وأعرب الجانبان عن اقتناعهما بنتائج التنفيذ لـ”الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي الصيني العربي التي طرحت في للقمة الصينية العربية الأولى، ويجددان عزمهما للدفع ببناء “المعادلات الخمس للتعاون” بين الصين والدول العربية، ويتطلعان بتفاؤل مشترك إلى القمة الصينية العربية الثانية، المقرر عقدها في الصين عام 2026، مؤكدين أنها ستمثل علامة فارقة وانطلاقة نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة.
ثانياً: يؤكد الجانبان أن الحضارتين الصينية والعربية، بما تحملانه من إرث تاريخي عظيم وقيم إنسانية أصيلة، تشكلان مكونين أساسيين من مكونات التراث العالمي. ويشددان على أن الحوار الممتد بينهما عبر طريق الحرير التاريخي، والقائم على الانفتاح والتقدير المتبادل، قد أرسى نموذجاً يُحتذى به للتعايش الخلاق والتفاعل البنّاء بين الأمم، وكتب صفحة مضيئة في تاريخ التبادل الحضاري الإنساني.
ثالثًا: يُعرب الجانب العربي عن تقديره العالي لمبادرة الحضارة العالمية التي طرحها فخامة الرئيس شي جينبينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية. ويرى الجانب العربي أن المبادرة تهدف إلى حماية تنوع الحضارات ودعم التواصل والتبادل المعرفي بينها، وتساهم بالحكمة الصينية في مواجهة التحديات العالمية، وتوفر سنداً قوياً لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، كما تقدم زخماً مستمراً لتطور الحضارة الإنسانية، وتُعد منفعة عامة جديدة ومهمة تقدمها الصين للمجتمع الدولي. وتتوافق مبادرة الحضارة العالمية بما تحمله من روح الاحترام المتبادل والانفتاح والتسامح بدرجة عالية مع القيم الإسلامية العربية التي تدعو إلى تعزيز الحوار والتعارف بين شعوب العالم.
رابعاً: يتفق الجانبان على العمل سوياً لترسيخ القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، مع التأكيد المطلق على مبدأ احترام التنوع الحضاري، والإقرار بأن ثراء الحضارة الإنسانية يكمن في تنوعها، ورفض نظريات صراع الحضارات أو التفوق الحضاري. كما يتفقان على احترام سيادة المسارات التنموية، والتأكيد على حق كل دولة في اختيار طريقها التنموي ونظام حكمها بما يتوافق مع ظروفها الوطنية وثقافتها، دون تدخل خارجي.
خامسا: يلتزم الجانبان بخارطة طريق للتعاون تترجم إلى برامج عمل ملموسة، من خلال تعميق وتوسيع التعاون في المجالات التالية:
- تعزيز تبادل الخبرات في الإدارة والحكم من خلال التنسيق الاستراتيجي والحوار السياسي والتبادل الأكاديمي، وزيادة تفعيل دور مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية.
- صون التراث والإبداع الثقافي، وتنفيذ مجموعة من مشاريع التعاون في حماية التراث التاريخي والثقافي وترميم المواقع الأثرية ومكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار وتشجيع الصناعات الثقافية والإبداعية وبناء المتاحف وغيرها.
- العمل على حسن تنظيم الدورة السادسة لمهرجان الفنون العربية، والإسراع في إنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للتعاون الثقافي والسياحي، ومواصلة تنظيم فعاليات إنسانية وثقافية متميزة “مهرجان عيد الربيع الصيني” و”نيهاو! الصين”.
- مواصلة تطوير آلية التواصل لـ”الرابطة الصينية العربية للجامعات”، وتنفيذ “برنامج التعاون 10+10 بين الجامعات الصينية والعربية”، ودفع التعاون بين الجامعات الصينية والعربية في إعداد الكفاءات البشرية والتبادل الأكاديمي في إطار الحوار الحضاري، ودعم تعليم اللغة الصينية في الدول العربية.
- تنفيذ مشروع ”معسكر التبادل للقادة الشباب الصينيين والعرب“. استنادا إلى الاحتياجات التنموية للشباب في الصين والدول العربية، دعوة مسؤولي منظمات الشباب الإقليمية والوطنية في الدول العربية وممثلي الشباب في مختلف أوساطها لزيارة الصين للمشاركة في الأنشطة المعنية مثل الندوات والزيارات الميدانية ومواءمة المشاريع التنموية، بغية تمكين الشباب من التنمية، والمبادرة إلى العمل الشبابي، بما يكوّن قوة شبابية لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد يدا بيد.
- تفعيل منصات الحوار وتطوير آليات العمل “المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية” ليكون منصة تفاعلية حقيقية تخدم أهداف الطرفين، بما يسهم في بناء شبكة عالمية للحوار والتعاون بين الحضارات.
سادسا: يُعرب الجانبان عن عميق شكرهما لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على حسن الاستقبال والتنظيم المتميز لهذه الدورة. كما يوجهان الشكر للأمانة العامة لجامعة الدول العربية على دورها المحوري في التنسيق والإعداد. وإذ يثمن الجانبان الدور الذي تلعبه آلية الحوار الحضاري منذ عشرين عاماً، فإنهما يرحبان بعقد الدورة الثانية عشرة للمؤتمر في دولة عربية عام 2027، لمواصلة هذه المسيرة المباركة نحو بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الأقوى والأكثر ازدهاراً. ويحرص الجانبان على تقديم الدعم لتعزيز التبادل الودي والتعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي في كافة المجالات، بما يقدم إسهامات فعالة في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.



