التقييم العام للمؤشر الدولي للإرهاب: “2026 سيكون الأخطر”…

فاتن جباري قسم البحوث والدراسات 27/11/2025
تقديم:
يدخل العالم عام 2026 في مرحلة أمنية معقدة تتزايد فيها التهديدات الداخلية والخارجية، وسط تحولات جيوسياسية عميقة أبرزها الحرب في الشرق الأوساط والساحل والصحراء الإفريقية والحرب الروسية–الأوكرانية في ظل صعود اليمين المتطرف في كثير من دول العالم . وتكشف البحوث الماتنوعة عن أن إستخدامات التكنولوجيا والسلاح قد عمقت من أخطار الإرهاب إذ تزداد قدرته على التفاعل والتأثير بفعل البيئة السياسية والإعلامية والدولية.
ورغم انخفاض الهجمات الكبيرة خلال السنوات السابقة، يظل مؤشر الإرهاب مصدرًا ثابتًا للقلق الأمني في في كثير من أنحاء العالم فالمشهد الحالي يُظهر بوضوح أن الخطر لم يتراجع، بل تحوّل من تنظيمات إلى خلايا مغتاطيسية يعملون غالبًا خارج الهياكل التنظيمية.
وتشير البيانات إلى أنّ التأثير الرئيسي يعود إلى:
- الدعاية الرقمية القادمة من مناطق صراع مثل سوريا، العراق، وولاية خراسان التابعة لداعش.
- عودة الأجانب الأوروبيين من المخيمات في شمال سوريا.
- البنية التحتية الدعوية المرتبطة بالإسلام السياسي، ولا سيما الإخوان المسلمين، والتي تعمل على توفير بيئة فكرية حاضنة في بعض التجمعات.
- تفكك النزاعات بالقارة الإفريقية ومركزية السودان
لقد تحولت جل الأنظمة الدفاعية نعول على “الضرب الاستباقي” عبر الاستخبارات والمراقبة، وهو ما يفسّر انخفاض عدد الهجمات، لكنه لا يعالج بالكامل حاضنة الأفكار المتصلة بالهوية والدين والسياسة الخارجية.
أولا ـ التهديد الأسرع صعودًا والأكثر ارتباطًا بالاستقطاب الداخلي
شهد عام 2024–2025 قفزة واضحة في نشاط اليمين المتطرف مما أدى إلى تصاعد الإرهاب في الغرب، مدفوعة بــ:
- الحرب في أوكرانيا وصعود خطاب “الحرب الوجودية والبقاء للقوي”.
- أزمة الهوية الوطنية وقضايا الهجرة واللاجئين.
- الحملات الإعلامية والشبكات العابرة للحدود داخل أوروبا وأمريكا الشمالية.
أما في ألمانيا، فرنسا، وهولندا يأتي من مجموعات يمينية تعمل ضمن “خلايا غير هرمية” وخطاب تعبوي عبر الإنترنت، إضافة إلى محاولات اختراق المؤسسات الأمنية والجيش. وتشير كل التحذيرات إلى صعو
أن عام 2025 قد يشهد انتقال اليمين المتطرف من مرحلة التعبئة إلى مرحلة الهجمات الرمزية، خاصة مع تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية. الإرهاب ضمن القارة الأسيوية إمتدادا إلى أقاليم وبؤر تقليدية للإرهاب الدموي كداعش وتنظيم الدولة والقاعدة.
ثانيا – تهديدات هجينة وتوسع نطاق مخاطر التجسس والتخريب
تعد إيران وتركيا وقطر من بين الدول الأكثر تضررا فقد رفعت الحرب مستوى الاستنفار الأمني، وأنتجت تهديدات غير تقليدية أبرزها:
- عمليات التخريب ضد البنية التحتية الحيوية (طاقة، اتصالات، موانئ).
- نشاط استخباراتي مكثفيشمل العملاء “للاستخدام لمرة واحدة” والشبكات السريّة.
- تحريض إعلامي ومعلومات مضللة تستغل الانقسامات السياسية الأوروبية.
- احتمالات انتقال عمليات الانتقام المتبادل إلى مناطق أكثر أمنا
بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط فهي تعيش في حراك إرهابي مستمر خصوصا وأن محكمة الجنيايات الدولية قد مالت إلى إعتبار الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني هي إرهاب صهيوني وهو الأخطر على الإطلاق كما هي لبنان… .
ترفع الحكومات حالة التأهب الأمني بشكل مستمر، لكن الأجهزة تعاني من:
- كثافة الملفات الأمنية المتزامنة.
- نقص الموارد البشرية المتخصصة.
- اتساع التهديدات الرقمية والهجينة.
- الاحتقان الاجتماعي المتصاعد داخل المدن الكبرى.
- ضعف القدرات والأنظمة لدى بعض الدول في مكافحة الإرهاب
خلاصة :
هذه الفجوات التي تعاني منها الأنظمة الوطنية قد تستغلها التنظيمات المتطرفة.والمطلوب ليس توسيع التشريعات فقط، بل معالجة جذور التطرف، تطوير قدرات المراقبة الرقمية، وتعزيز المناعة المجتمعية تجاه التضليل والاستقطاب. ويؤكد المؤشر أن التعامل مع التهديدات الهجينة المرتبطة بالحرب يجب أن يصبح أولوية استراتيجية إلى جانب مكافحة التطرف التقليدي المعروف.



