أخبار العالمأوروباإفريقيا

مستشار ماكرون ينتقد «التجييش الفرنسي» ضد الجزائر… واستئناف وشيك لعمل لجنة الذاكرة بعد انفراج أزمة صنصال

برزت مؤشرات تهدئة جديدة في العلاقات بين الجزائر وباريس بعد أشهر من التوتر، إذ وجّه المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، مستشار الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوفد الفرنسي في «لجنة الذاكرة» المشتركة، انتقادات لاذعة لما وصفه بـ«حملات التجييش والتحريض» في فرنسا ضد الجزائر خلال العام الماضي، معتبراً أنها ساهمت في إطالة أزمة الروائي بوعلام صنصال.

إطلاق سراح صنصال يفتح باب الانفراج

وقال ستورا، في مقابلة مع قناة «وان تي في» الجزائرية، إن الإفراج عن بوعلام صنصال في 12 نوفمبر الجاري «خطوة كان ينبغي أن تحدث منذ وقت طويل»، موضحاً أن التوترات السياسية والإعلامية في فرنسا «عطّلت مبادرات سابقة» للإفراج عنه، رغم وساطات تقدّم بها الرئيس ماكرون ومسؤولون فرنسيون آخرون.

وأشار المؤرخ إلى أن الجزائر استجابت في النهاية لطلب قدمه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وأطلقت سراح صنصال «لدواعٍ إنسانية»، بعد أن بقي عاماً في السجن إثر تصريحات اعتُبرت «مسيئة للوحدة الترابية الجزائرية».

تصريحات فرنسية متطرفة عمّقت الأزمة

وانتقد ستورا بشدة الخطابات المتشنجة لبعض الشخصيات الفرنسية، مستشهداً بتصريح لويس ساركوزي، نجل الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي دعا العام الماضي إلى «حرق سفارة الجزائر» في باريس إذا لم تُطلق سراح صنصال. ووصف ستورا هذه التصريحات بأنها «بلغت مستوى غير معقول من التطرف»، مؤكداً أنها ساهمت في تأخير أي خطوة إيجابية.

وأوضح أن هذا الخطاب هو انعكاس لتقدّم قوي لليمين المتطرف في فرنسا، مشيراً إلى أن هذا التيار لم يعد هامشياً، بل يُمثّل «نحو 35 في المائة من الأصوات» في الانتخابات.

عودة مرتقبة لعمل لجنة الذاكرة المشتركة

وكشف ستورا أن إطلاق سراح صنصال قد يمهّد لعودة اجتماعات «اللجنة المشتركة للذاكرة» بين البلدين، والتي توقفت منذ عام ونصف العام على خلفية تدهور العلاقات بعد اعتراف «الإليزيه» بسيادة المغرب على الصحراء في يوليو 2024.

وأكد أن اللجنة، التي تأسست خلال زيارة ماكرون إلى الجزائر عام 2022، حقّقت تقدماً مهماً في ملفات الأرشيف، وتوثيق الأحداث التاريخية، واستعادة رفات المقاومين، لكنها اصطدمت بخلافات عميقة حول تفسير عدد من الأحداث التاريخية، ما أدّى إلى تعطيل عملها.

دعوة إلى تهدئة العلاقة والتخلّص من خطاب الكراهية

ورأى ستورا أن العلاقات الجزائرية – الفرنسية تحتاج إلى «نهج أكثر توازناً وعقلانية»، بعيداً عن تأثير اليمين المتطرف و«التجاوزات الإعلامية»، مؤكداً أن الظرف الإقليمي والدولي يتطلب استئناف الحوار حول الملفات التاريخية والسياسية «بعيداً عن الشحن المتبادل».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق