معهد العلوم والأمن الدولي: إيران تُجري عمليات “تنظيف” في مقر منظمة “سبند” النووية بطهران وسط تحذيرٌ إيرانيٌّ لإسرائيل…

قسم الأخبار العالمية 26/11/2025
قال معهد العلوم والأمن الدولي إن إيران تقوم بعمليات تنظيف وإزالة آثار في المبنى الرئيسي لمنظمة البحوث والابتكار الدفاعي “سبند” التابعة لوزارة الدفاع، في طهران، وذلك استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، وذلك بعد خمسة أشهر من انتهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا.وأضاف المعهد، ومقرّها واشنطن، في أحدث تقرير لها حول أوضاع منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران التي تعرضت لهجمات خلال الحرب، أن “سبند” انتقلت عام 2013 إلى مبنى جديد، لكنه واصل عملياته الأساسية داخل موقع “لويزان 2”.
وأشار إلى أن المقر الجديد كان يبعد نحو كيلومتر ونصف عن الموقع القديم في “لويزان 2″، ويقع في شارع “فخري زاده” في طهران.وبحسب تقرير معهد العلوم والأمن الدولي، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تقُم بأي زيارة لهذا المبنى مطلقًا، كما يبدو أن المبنى تعرض لعدة هجمات جوية خلال الفترة الماضية.
وفي 20 يونيو، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ ضرباته الليلية على إيران استهدفت، من جملة ما استهدفته، المبنى المركزي لــ”سبند” في طهران.وقد أسس هذا الجهاز المسؤول البارز في البرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده، الذي قُتل عام 2020، لإجراء الأبحاث وتطوير التقنيات والأسلحة المتقدمة لقدرات إيران العسكرية.وخلال الحرب، انطلقت سبع قاذفات “بي-2” في إطار عملية “مطرقة منتصف الليل” من قاعدة وايتمان الأميركية نحو إيران، وضربت المواقع النووية لإيران.
ومنذ ذلك الحين، وصف دونالد ترامب هذه العملية مرارًا بـ”الناجحة”، مؤكدًا أن “هذه المنشآت قد دُمّرت”.ومع ذلك، دافع المرشد الإيراني، علي خامنئي، بعد هذه الضربات عن سياسة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية.
أكد معهد العلوم والأمن الدولي في تقريره أن المقر الجديد لـ”سبند” لم ينهَر، إلا أنّ داخله تعرّض على الأرجح لأضرار بالغة جعلته غير قابل للاستخدام.وبالاستناد إلى صور شركة Venture الملتقطة بين 19 أغسطس و23 أكتوبر، أشار التقرير إلى أنّ إيران تقوم بهدم المبنى، وقد أزيل سقفه وطوابقه العليا، بينما تراكمت كميات كبيرة من الأنقاض حوله.وأضاف أن مدة هدم المبنى بالكامل ما تزال غير واضحة، لكن من المؤكد أنّ مسؤولي إيران يعملون على استعادة ما تبقى من معدات داخله، من بينها ثلاث وحدات تبريد لم تعد موجودة في الصور الأخيرة.وتأتي عملية تنظيف مبنى “سبند” بعد أن أعلن المعهد نفسه، في 27 أغسطس، أن إيران تقوم كذلك بتنظيف وإزالة آثار الأنشطة النووية في موقع لويزان.
أفاد التقرير بأن القصف دمّر نسخة من الأرشيف النووي الإيراني- مجموعة من الوثائق والملفات الحساسة المتعلقة بالأنشطة النووية، والتي احتوت على تفاصيل تطوير الأسلحة النووية في الماضي، وربما تضمّنت بيانات أحدث وأكثر حساسية حول التطوير والاختبار والإنتاج.وطرح المعهد سؤالًا رئيسيًا: هل توجد نسخ أخرى من هذا الأرشيف؟
وكان المعهد قد نشر، بعيد انتهاء الحرب، تقييمًا شاملًا للمواقع النووية الرئيسة في إيران.وفي تقريره الجديد، ذكر أن مواقع تخصيب اليورانيوم الرئيسية في فردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت إلى حد كبير، ولم يُرصد فيها نشاط يُذكر منذ الحرب.وقال التقرير إن صور الأقمار الصناعية تُظهر أن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني تراجع بشكل كبير، وأن إيران حاليًا تبدو غير قادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ أو إنتاج عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي.ومع ذلك، أكد المعهد أنه، خلافًا لمواقع التخصيب التي استُهدفت، تُظهر بعض المواقع المرتبطة بـ”الأسلحة النووية”، مثل مبنى “سبند”، مؤشرات واسعة على محاولات تنظيف.
كما تبقى حالة مخزونات اليورانيوم المخصب، وخاصة مخزون الـ60%، غير واضحة، إذ ترفض إيران السماح للوكالة الدولية بالتحقق من هذه المخزونات.وفي 20 نوفمبر، صادق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جلسة غير علنية على قرار يُلزم إيران بأن تقدّم “فورًا” تقريرًا بشأن حالة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب والمواقع المتضررة خلال الحرب.
إعادة بناء القدرات المدمّرة صعبة
قال معهد العلوم والأمن الدولي إن الوكالة، في ظل غياب الوصول المباشر إلى المواقع وغياب المعلومات المحدثة من إيران، اضطرت إلى الاعتماد على صور الأقمار الصناعية، وهي تكشف جزءًا فقط من الواقع.وعلى الرغم من تصريحات مسؤولي إيران، بمن فيهم مسعود بزشکیان، حول نية إعادة بناء البرنامج النووي “السلمي”، شدد التقرير على أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل وموارد وأموال كبيرة.وأشار إلى أن العملية تتطلب استيراد مجموعة واسعة من المواد الخاضعة للعقوبات، وأن إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن حدّت بشدة من قدرة إيران على الحصول على هذه المواد.وخلص المعهد إلى أنه بعد خمسة أشهر، يبدو أن إيران حققت تقدمًا ضئيلًا في إعادة بناء قدراتها المدمرة.



