أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

يورو فايتر لتركيا اف15 لمصر اف35 للسعودية… ماذا يحدث في سوق السلاح الشرق أوسطي

يورو فايتر من بريطانيا الى تركيا، F15 من الولايات المتحدة لمصر، F35 من الولايات المتحدة للسعودية، وننتظر باقي ما سيوزع على الإمارات والمغرب وقطر.

عندما نضع تلك الصفقات بجوار بعضها والفرق الزمني الذي بين كل واحدة وأخرى سندرك ان مشهد توزيع صفقات المقاتلات الجوية من الانجلوسكسون على دول المنطقة هو مشهد معد بإحكام شديد، ودعونا نحلل باختصار في نقاط محددة ما وراء أي صفقة مع الغرب.

أولا: حسب مدى خطورة كل مقاتلة بيد كل جيش على إسرائيل توزع المقاتلات، ويبقى المعلوم دوما ان ولا دولة عربية سيصدر لها يوما نفس قدرات السلاح التي بيد الغرب (الولايات المتحدة – بريطانيا – أوروبا)، كما ان قبل ان يبرم الغرب أي صفقة مع دول المنطقة يكون أعد قبلها مسبقا صفقة لضمان استمرار تفوق إسرائيل العسكري.

ثانيا: وهي نقطة تخص الولايات المتحدة وبريطانيا دون باقي قطيع الخراف الأبيض المسمى بدول الإتحاد الأوروبي وهي حرصهم الدائم على عدم خروج عقلية جيوش دول المنطقة من حظيرة السلاح الغربي.

وتذكروا كيف كانت ردة فعل واشنطن وسرعة قدوم وفود عسكرية أمريكية الى مصر فور تسريب أخبار عن عقد مصر صفقة مقاتلات SU35 مع روسيا، ومؤخرا J10C  مع الصين، تذكروا عندما تناولت في تحليلي عقب محاولة الانقلاب على أردوغان منتصف يوليو 2016 وقلت أحد أبرز أسباب غضب واشنطن على أردوغان هو تواصله مع الصين لشراء منظومة HQ9 الدفاعية، وهي واحدة من أكثر الصفقات التي تعطلت (قبل أن تتم بعدد محدود جدا) بسبب الضغط الأمريكي على أنقرة، وتذكروا كم مرة حاولت واشنطن سواء بالترهيب (عبر تصدير الفوضى) أو الترغيب (استثمار) أو الإبتزاز (عبر دعم المغرب) كي تتراجع الجزائر عن شراء المقاتلات الجوية الروسية أو الصواريخ الصينية.. وهناك عشرات الأمثلة التي تكشف لنا بوضوح كيف كان ينتفض المكون العسكري الأمريكي عند سماعه أي خبر من أي دولة بالمنطقة ترغب في التسلح من المعسكر الشرقي.

ثالثا: ترغب الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا في الهيمنة المطلقة على سوق السلاح العالمي، وهذا ليس على حساب روسيا والصين فقط بل وأوروبا أيضا، وتذكروا كيف أفسدت الولايات المتحدة صفقة الغواصات الفرنسية لإستراليا، بعد تشويه ممنهج لكل ما هو فرنسي يعوم أسفل المياة أو فوقها الى أن جاء السيناريو الذي يدرس عندما أشتعلت الحرب بين الهند بمقاتلات الرافال الفرنسية وباكستان بالمقاتلات J-10C الصينية، ومؤخرا تسرب واشنطن فيديو لمناورة بين طيار أمريكي يقود F16 الامريكية أمام مصري يقود الرافال من مناورات النجم الساطع، وما أثاره ذلك الفيديو من ضجة غير عادية على كل المنصات كي تنهي واشنطن سمعة الرافال تماما، وتضمن عدم تمدد صفقات الرافال الى دولة أخرى بعد مصر وقطر.

يتبقى لنا ملحوظتين نضعهم دوما في الإعتبار:

نعيد ونكرر لا القوائم الشهرية لأقوى جيوش في العالم الصادرة من هنا أو هناك هي معيار حقيقي لقوة أي جيش، وأحزن بشدة عندما أجد خبراء خاصة لو كانوا عسكريين يستشهدوا بها دوما في تحليل قدرة جيش ما أو التغني بجيش أخر، فهي درجة من السطحية مرعبة ومن الجهل مخجلة.

كذلك لا يفوتنا عدم التأكيد على إمتلاك أي دولة لسلاح بمجرد توقيع الصفقة، فكم من صفقات وقعها العرب في العقد الأخير فقط وبمليارات الدولارات ولم يتحصلوا حتى في مقابلها على رصاصة.

فلا سلاح من الغرب يمكن ان نقول أصبح بحوزة تلك الدولة إلا عند أستلامه حقا، وأذكركم كيف كانت تركيا مشاركة في برنامج المقاتلة الشبحية F35 ثم طردتها واشنطن من البرنامج، وكم مرة وقعت السعودية نفسها عقود مع نفس الولايات المتحدة لشراء نفس المقاتلة الشبحية صاحبة العدد المرعب من الحوادث عند دخولها الخدمة لدى الجيش الأمريكي مع نفس ذات الترامب في ولايته الأولى ولم تتحصل السعودية على شئ، وكم مرة وقعت الإمارات مع نفس الولايات المتحدة عقود لاستلام نفس تلك المقاتلة وكان أخرها مع نفس ذلك الترامب خلال ولايته الأولى أيضا ولم ولن تستلمها، وقريبا جدا سيلوح الشيخ محمد بن زايد بالرغبة في شراء المقاتلة الروسية SU57 وبعدها سيتكرر المشهد الذي سردت قصته عليكم في الأعلى للمرة المئة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق