واشنطن وكييف تواصلان صياغة خطة سلام «محسَّنة» لإنهاء الحرب مع روسيا

قسم الأخبار الدولية 24/11/2025
تواصل الولايات المتحدة وأوكرانيا جهوداً مكثفة لصياغة خطة سلام مُحدَّثة تهدف إلى إنهاء الحرب مع روسيا، وذلك بعد الاتفاق على تعديل مقترح سابق أثار جدلاً واسعاً بسبب ما اعتُبر «انحيازاً واضحاً لصالح موسكو». وجاء التقدم الأخير بعد محادثات مشتركة جرت في جنيف وأسفرت عن وضع «إطار عمل منقّح»، من دون الكشف عن تفاصيله.
وأكد الوفد الأميركي أن المقترح الجديد «يعكس المصالح الوطنية الأوكرانية» ويتوافق مع «المتطلبات الاستراتيجية الأساسية» لكييف، رغم أن الأخيرة لم تصدر موقفاً مستقلاً بعد. ولا تزال نقاط حساسة—مثل ضمانات الأمن ضد تهديدات روسيا—غير واضحة، وسط تأكيد الجانبين استمرار العمل حتى الموعد النهائي المحدد الخميس.
ضغط سياسي أميركي وتوتر في الاتصالات
يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطاً متزايدة على كييف للقبول باتفاق سلام، منتقداً ما وصفه بـ«غياب الامتنان» من جانب أوكرانيا تجاه الجهود الأميركية. ودفع ذلك المسؤولين الأوكرانيين إلى إعلان شكرهم العلني لواشنطن، في وقت تشير تسريبات إلى احتمال سفر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة لمناقشة «القضايا الأكثر حساسية» مباشرة مع ترمب.
وكان المقترح الأميركي الأولي من 28 بنداً قد أثار موجة انتقادات داخل أوكرانيا وحتى داخل واشنطن، لأنه تضمن مطالب تشمل التنازل عن أراضٍ، وتقليص حجم القوات المسلحة، والتخلي عن مسار الانضمام إلى حلف الناتو—ما اعتبره مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون «صيغة استسلام لا يمكن قبولها». والكشف عن أن هذه الخطة صيغت خلال اجتماع غير رسمي ضم مبعوثين أميركيين وروساً في ميامي زاد من حدة الجدل داخلياً.
مقترح أوروبي موازٍ
في ظل الاعتراضات، طرح حلفاء أوروبيون خطة بديلة تركز على تقليل التنازلات الإقليمية المطلوبة من كييف مقابل توفير ضمانات أمنية أميركية على غرار المادة الخامسة في حلف الناتو في حال تعرضت لهجوم روسي. وأكدت دول أوروبية أنها لم تشارك في إعداد المقترح الأميركي الأول، ما دفعها إلى صياغة بديل يلائم رؤيتها لمستقبل الأمن الأوروبي.
الواقع الميداني يزيد الضغط
يأتي الحراك الدبلوماسي بينما تحقق القوات الروسية تقدماً تدريجياً على بعض الجبهات، وسط تصعيد كبير في الهجمات على منشآت الطاقة والغاز داخل أوكرانيا، ما أدى إلى انقطاعات طويلة في التدفئة والكهرباء والمياه عن ملايين السكان. كما تواجه كييف ضغوطاً داخلية بسبب فضيحة فساد طالت عدداً من الوزراء، ما أضعف الموقف الحكومي في مفاوضات السلام وأثار انتقادات داخلية واسعة.
مع ذلك، شهدت أوكرانيا تحسناً نسبياً في موقعها التفاوضي خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تشديد العقوبات الأميركية على النفط الروسي وزيادة فعالية هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى، التي ألحقت أضراراً مؤلمة بالبنية التحتية الروسية للطاقة.
بين الضغوط الأميركية، والمقترحات الأوروبية، وطاولة مفاوضات مفتوحة على احتمالات متعددة، يبدو أن كييف وواشنطن تعملان على إعادة صياغة مقترح يوازن بين متطلبات الأمن الأوكراني ورغبة إدارة ترمب في إنهاء الحرب بسرعة. وما لم تُكشف تفاصيل «الإطار المنقح للسلام»، تبقى جميع السيناريوهات مفتوحة، فيما تعطّل التطورات الميدانية والسياسية أي مسار تفاوضي سهل أو سريع.



