آسياأخبار العالم

سيول تتحرك لاحتواء التوتر: الجيش الكوري الجنوبي يقترح محادثات مع بيونغ يانغ لتثبيت خطوط الترسيم ومنع الاحتكاكات الحدودية

دفع التصاعد الملحوظ في التوترات على الحدود بين الكوريتين الجيشَ الكوري الجنوبي، اليوم الاثنين، إلى اقتراح عقد محادثات عسكرية رسمية مع الشمال بهدف منع وقوع اشتباكات عرضية وتثبيت آليات أوضح لإدارة الحدود شديدة الحساسية. وجاء هذا التحرك بعد تسجيل توغلات متكررة لجنود كوريين شماليين عبر خط ترسيم الحدود العسكرية، ما أثار مخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهات غير مقصودة.

وأوضح نائب وزير سياسة الدفاع الوطني، كيم هونغ – شيول، خلال مؤتمر صحافي، أن سيول ترى أن الظرفيتين الأمنية والسياسية تستدعيان معالجة عاجلة لتقليل احتمالات الاحتكاك المباشر، مقترحاً إنشاء «خط مرجعي واضح» على طول الحدود العسكرية الفاصلة، بديلاً عن الوضع الحالي الذي يتيح هامشاً من الالتباس والمخاطر الميدانية. ويعكس هذا المقترح توجهاً من جانب سيول لإعادة بناء قنوات الاتصال العسكرية التي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مع انهيار معظم الاتفاقات الأمنية السابقة.

ويأتي التحرك الكوري الجنوبي في سياق إقليمي أكثر حساسية، بعد زيارة وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث للمنطقة الحدودية في بداية الشهر الجاري، في أول زيارة من نوعها لمسؤول دفاع أميركي كبير منذ ثماني سنوات. وقد رافقه نظيره الكوري الجنوبي آن غيو – باك إلى بانمونجوم، النقطة الرمزية التي يقف عندها جنود الكوريتين على مسافة أمتار، قبل أن يتفقدا نقطة المراقبة أويليت ذات الموقع الاستراتيجي.

وتشير الزيارة الأميركية إلى رغبة واشنطن في متابعة التطورات الميدانية عن كثب وتأكيد التزامها بالدفاع عن حلفائها في المنطقة، بالتزامن مع قلق متزايد من اختلال ميزان الردع في شبه الجزيرة الكورية. ويُتوقع أن تؤثر هذه الدينامية الثلاثية – سيول وبيونغ يانغ وواشنطن – في شكل المحادثات المحتملة ومدى استعداد الشمال للاستجابة.

وتظل احتمالات عقد المحادثات مرهونة بردّ بيونغ يانغ، التي سبق أن علّقت معظم قنوات التواصل الرسمية ورفعت وتيرة نشاطها العسكري خلال الأشهر الماضية، سواء عبر المناورات أو عبر إرسال قوات قرب الحدود. لكن سيول تراهن على أن إنشاء خط واضح للترسيم يمكن أن يحول دون وقوع أي احتكاكات خارج السيطرة، خصوصاً في ظل التقارب الجغرافي الحرج الذي يجعل أي حركة غير محسوبة سبباً محتملاً لتفجر الوضع.

وبين انتظار الرد الشمالي واستمرار التحركات الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة، تدخل شبه الجزيرة الكورية مرحلة جديدة تُختبر فيها قدرة الأطراف على ضبط النفس واستعادة أدوات الحوار التي تضمن تجنب مواجهة لا يريدها أي طرف علناً، لكنها تبقى احتمالاً قائماً في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق