أخبار العالمأمريكا

واشنطن تطلق «رمح الجنوب» في أكبر تصعيد عسكري لها بأميركا اللاتينية منذ سنوات وسط مخاوف من توسع العمليات إلى فنزويلا

قسم الأخبار الدولية 14/11/2025

أطلقت الولايات المتحدة، الخميس، عملية عسكرية جديدة تحت اسم «رمح الجنوب»، في خطوة وصفت بأنها توسيع مباشر للعمليات التي بدأتها إدارة الرئيس دونالد ترمب قبل أسابيع ضد ما تسميه واشنطن «شبكات تهريب المخدرات» في أميركا اللاتينية. وجاء الإعلان عبر وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث الذي أكد في منشور على منصة «إكس» أن العملية تأتي بأمر رئاسي مباشر، وأن «نصف الكرة الغربي هو جوار أميركا… وسنحميه من عصابات المخدرات».

وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة ضربات نفذتها القوات الأميركية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، استهدفت خلالها نحو 20 قارباً قالت واشنطن إنها تُستخدم للتهريب، وأسفرت – وفق بياناتها – عن مقتل 76 شخصاً، وسط انتقادات دولية متزايدة تطالب الإدارة الأميركية بتقديم أدلة واضحة على طبيعة هذه الأهداف. ولم تُفصح وزارة الحرب عن تفاصيل إضافية حول الاختلاف بين «رمح الجنوب» والعمليات الجارية، مكتفية بالتصريحات العامة التي نشرها هيغسيث.

وتشير التطورات الميدانية إلى أن الولايات المتحدة عززت وجودها العسكري البحري والجوي في المنطقة، بما في ذلك نشر حاملة الطائرات «جيرالد فورد» قبالة السواحل اللاتينية، إلى جانب مقاتلات F-35 ووحدات بحرية متعددة. هذه التحركات أثارت مخاوف واسعة في أميركا الجنوبية من احتمال أن تمتد العمليات إلى الأراضي الفنزويلية تحديداً.

ونقلت شبكة «سي بي إس نيوز» عن مصادر عسكرية أميركية أن البيت الأبيض تلقّى «خيارات إضافية» تتعلق بعمليات محتملة داخل فنزويلا، من بينها غارات جوية محدودة، وهو ما زاد من مخاوف كاراكاس التي أعلنت، الثلاثاء، نشر قواتها «بكثافة» في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك وحدات برية وبحرية وصاروخية وميليشيات بوليفارية شعبية.

وترى الحكومة الفنزويلية أن التحركات الأميركية «لا تتعلق بمحاربة المخدرات»، بل ترتبط – وفق وصفها – بمحاولة تغيير نظام الحكم في كاراكاس وإطاحة الرئيس نيكولاس مادورو. وتأتي هذه التطورات فيما تتصاعد التوترات بين البلدين، خاصة بعد الخلافات السياسية والاقتصادية الممتدة، واتهامات متبادلة بشأن الأمن الإقليمي.

وتدل المؤشرات الحالية على أن عملية «رمح الجنوب» قد تشكل مرحلة جديدة من التوتر في نصف الكرة الغربي، مع احتمال اتساع نطاقها وارتباطها بصراعات سياسية أعمق، فيما يظل المشهد مرشحاً للتصعيد ما لم تُعلن واشنطن إطاراً واضحاً لأهدافها وحدود تدخلها العسكري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق