يونيفيل تحذّر من جدار إسرائيلي يتوغل داخل لبنان وتصفه بانتهاك خطير للسيادة… وتزايد المخاوف من ترسيخ «وقائع ميدانية» جديدة

قسم الأخبار الدولية 14/11/2025
ندّدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، يوم الجمعة، بأعمال البناء التي ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، معتبرة أنها تشكل «انتهاكاً واضحاً لسيادة لبنان» وتجاوزاً مباشراً للخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. وجاء بيان القوة الدولية ليضيف مزيداً من التوتر إلى المشهد الحدودي المضطرب أصلاً منذ أشهر.
وأكدت يونيفيل أنها أجرت الشهر الماضي مسحاً جغرافياً للجدار الخرساني الذي شيدته إسرائيل جنوب غربي بلدة يارون، وتبيّن أن تمدده جعل أكثر من 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية خارج متناول السكان، في خطوة اعتبرتها القوة الدولية تغييراً أحادي الجانب لخط الوضع القائم. وخلال الشهر الجاري، رصدت القوة الأممية أعمال بناء إضافية «تجاوزت أجزاء منها الخط الأزرق»، ما دفعها إلى مطالبة إسرائيل «بالانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه».
ويأتي هذا التطور بينما تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن مشروع جدار ضخم يمتد إلى عمق كيلومترين داخل الأراضي اللبنانية، وتحديداً في المنطقة المقابلة لبلدتي مارون الراس وعيترون. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا الجدار يشكل جزءاً من خمسة «مواقع استراتيجية» تسعى إسرائيل إلى إبقائها تحت سيطرتها بعد أي اتفاق لوقف إطلاق النار، في محاولة لفرض قواعد جديدة على الأرض وتغيير التوازن الحدودي.
ويرى خبراء لبنانيون أن هذا البناء يثير مخاوف من سعي إسرائيل إلى استغلال الظروف الأمنية لفرض «حدود أمر واقع»، وهو ما تحذر منه الأمم المتحدة باستمرار كونه يشكل خرقاً لقرارات مجلس الأمن، خصوصاً القرار 1701 الذي ينص على احترام سيادة لبنان وانسحاب إسرائيل الكامل خلف الخط الأزرق.
ووسط هذه التطورات، تواصل يونيفيل محاولتها الحد من أي تصعيد إضافي عبر اتصالات مكثفة مع الجانبين، محذرة من أن تغيير الحدود أو إنشاء بنية عسكرية دائمة داخل الأراضي اللبنانية قد يقود إلى «انزلاق جديد نحو العنف»، خصوصاً أن القرى الحدودية تشهد أصلاً توترات شبه يومية.



