إسرائيل تفتح معبر زيكيم لأول مرة منذ الحرب لإدخال مساعدات إنسانية إلى شمال غزة وسط تحذيرات أممية من بطء الإغاثة
قسم الأخبار الدولية 12/11/2025
فتحت الحكومة الإسرائيلية، صباح الأربعاء، معبر زيكيم الحدودي شمال قطاع غزة، للسماح بدخول شاحنات محمّلة بالمساعدات الإنسانية، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب قبل عامين، ضمن مساعٍ لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع عقب شهور طويلة من الحصار والدمار.
وأعلنت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن المساعدات التي ستدخل عبر المعبر الجديد يجري تنسيقها مع الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن كل الشحنات ستخضع لتفتيش أمني دقيق قبل عبورها إلى داخل القطاع.
ويأتي فتح المعبر في وقت تواجه فيه المنظومة الإنسانية في غزة تحديات معقدة رغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار الذي رعته القاهرة، إذ أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مطلع الأسبوع أن الجهود لزيادة حجم المساعدات ما زالت تعرقلها عوامل عدة، أبرزها الإجراءات الإدارية المعقدة، واستمرار القيود المفروضة على تحرك المنظمات الشريكة، إضافة إلى محدودية المعابر البرية وغياب الأمن في بعض المناطق.
وأظهرت صور من وسط القطاع نزوح مئات الفلسطينيين نحو الشاحنات بحثاً عن المواد الغذائية والمياه، بينما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن عدد الشاحنات التي دخلت منذ بدء الهدنة لم يتجاوز 28 في المئة من الكميات المفترض إدخالها، ما يعكس استمرار الفجوة بين الاحتياجات الفعلية وما يتم توفيره ميدانياً.
ويرى مراقبون أن فتح معبر زيكيم يمثل تحولاً تكتيكياً في سياسة إسرائيل تجاه شمال غزة، بعد أن ظلت المساعدات تُوجّه حصراً إلى المعابر الجنوبية مثل كرم أبو سالم، ما جعل سكان الشمال في مواجهة أوضاع أكثر قسوة. غير أن منظمات الإغاثة الدولية حذّرت من أن الخطوة ستظل «رمزية» ما لم تترافق مع تسهيلات مستدامة في دخول القوافل وضمان أمن العاملين الإنسانيين داخل القطاع.
ويُتوقع أن تخضع التجربة الجديدة لمراقبة دقيقة من الأمم المتحدة، التي تسعى لتوسيع نطاق المساعدات عبر نقاط متعددة، في وقت لا يزال فيه نحو مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف إنسانية حرجة وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والكهرباء، فيما يبقى إعادة الإعمار مرهوناً بمدى صمود وقف إطلاق النار واستقرار التفاهمات بين الأطراف.
