إيران تؤكد تمسكها بالثوابت الجغرافية وتعلن مراقبتها لمشروع «ممر زنغزور» دون قبول أي تغييرات إقليمية

قسم الأخبار الدولية 06/11/2025
شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على أن بلاده لن تسمح بأي تغيير في الحدود أو الجغرافيا السياسية لمنطقة جنوب القوقاز، مؤكداً أن إيران تتابع عن كثب تطورات مشروع «ممر زنغزور» الذي يشكّل جزءاً أساسياً من اتفاق السلام بين أرمينيا وأذربيجان الموقَّع في وقت سابق من هذا العام في البيت الأبيض.
وأوضح عراقجي، في تصريحات نقلتها وكالة «تسنيم» الإيرانية، أن طهران تلقت تطمينات بعدم وجود أي تهديد مباشر لأراضيها أو مصالحها، لكنها «ستواصل مراقبة الأوضاع لضمان عدم الإضرار بمصالحها الاستراتيجية»، في إشارة إلى القلق الإيراني من أن يشكل الممر ممر عبور جيوسياسي جديداً قد يغيّر موازين القوى في المنطقة.
ويمتد «ممر زنغزور» عبر جنوب أرمينيا، ليربط أذربيجان بجيب نخجوان المتاخم لتركيا، ما يتيح لأنقرة وباكو خط اتصال بري مباشر دون المرور بالأراضي الإيرانية، وهو ما تعتبره طهران انتقاصاً من نفوذها الجغرافي والاقتصادي في القوقاز، خاصة في ظل تصاعد الدور التركي في المنطقة بعد حرب ناغورنو قره باغ.
وفي سياق موازٍ، تطرّق عراقجي إلى الملف النووي الإيراني، مشدداً على أن الحوار يبقى وسيلة لتحقيق المصالح الوطنية، لكنه أوضح في المقابل أن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة حول برنامجها الصاروخي أو سياساتها الإقليمية، مؤكداً أن النقاش سيبقى محصوراً في المسألة النووية فقط.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعادت الأمم المتحدة فرض العقوبات على إيران في سبتمبر الماضي، إثر تفعيل الآلية الأوروبية المعروفة بـ«آلية الزناد» من قِبل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بدعوى انتهاك طهران للاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ويرى مراقبون أن موقف إيران من ممر زنغزور يعكس حرصها على منع أي تغييرات في توازنات جنوب القوقاز، خصوصاً في ظل تنامي التقارب بين باكو وأنقرة وتزايد الدور الأميركي في ترتيبات الأمن الإقليمي.



