أخبار العالمأمريكا

فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك يشعل موجة قلق بين الأثرياء واحتمالات هجرة مالية جماعية من المدينة

أثار فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك حالة من القلق بين الطبقات الثرية في المدينة، حيث بدأت أوساط رجال الأعمال والمستثمرين في التواصل المكثف مع مستشاريهم الماليين لبحث كيفية حماية أموالهم واستثماراتهم، وسط مخاوف من تبعات سياسات اقتصادية يسارية قد تغيّر ملامح السوق المالي والعقاري في المدينة.

وكشفت صحيفة نيويورك بوست أن موجة القلق تصاعدت فور إعلان نتائج الانتخابات مساء الثلاثاء، إذ يرى العديد من الأثرياء أن ممداني، المعروف بأفكاره التقدمية، قد يتجه نحو فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب الثروات الكبيرة لتمويل برامج اجتماعية تشمل دعم الغذاء وتجميد الإيجارات والنقل المجاني، في إطار ما يسميه «العدالة الاقتصادية».

وأشار مستشارون في شركات مالية كبرى مثل مورغان ستانلي إلى أن عدداً من العملاء بدأ فعلياً في التخطيط لمغادرة نيويورك نحو ولايات أكثر ملاءمة ضريبياً مثل فلوريدا، التي لا تفرض ضريبة دخل وتعد أكثر أماناً، أو كونيتيكت ذات الضرائب المنخفضة، رغم محدودية المعروض العقاري فيها. في المقابل، تبقى ولايات مثل نيوجيرسي أقل جذباً بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وسياسات حكومتها الديمقراطية.

وتوقع محللون أن تؤدي سياسات ممداني إلى تراجع في أسعار العقارات الفاخرة وهجرة بعض الاستثمارات، خصوصاً مع توجهه لإعادة هيكلة ميزانية الأمن العام وتحويل جزء من تمويل الشرطة إلى برامج اجتماعية ومجتمعية.

في المقابل، يرى آخرون أن المخاوف مبالغ فيها، معتبرين أن صلاحيات ممداني محدودة ضمن النظام التشريعي لولاية نيويورك وأن الحاكم الديمقراطي كاثي هوشول سيمنع أي زيادات ضريبية جذرية. ويعتقد بعض المستثمرين أن التجربة السياسية الجديدة قد تُواجه بعقبات عملية، مستشهدين بسابقة حاكم الولاية السابق أندرو كومو الذي تبنى إصلاحات تقدمية لكنه واجه معارضة قوية أدت إلى تراجع نفوذه لاحقاً.

ومع ذلك، لا تزال نيويورك تواجه معادلة صعبة بين الحفاظ على جاذبيتها الاقتصادية كمركز مالي عالمي، وبين تنفيذ أجندة ممداني الاجتماعية التي يعدّها أنصاره خطوة نحو «إعادة توزيع الثروة» وبناء مدينة أكثر مساواة، بينما يخشى خصومه من أن تتحول المدينة إلى بيئة طاردة لرؤوس الأموال في السنوات المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق