أخبار العالمأمريكا

تصاعد العنف في السودان بعد مقتل 40 شخصاً في هجوم على مدينة الأبيض وواشنطن تكثّف ضغوطها لوقف الحرب

تفاقم الوضع الأمني في السودان مجددًا بعدما قُتل ما لا يقل عن 40 شخصًا في هجوم استهدف تجمعًا للعزاء بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في ظل اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي واصلت توسيع نفوذها في مناطق غرب ووسط البلاد. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن الهجوم خلّف عددًا من الجرحى وأن الوضع في منطقة كردفان “يستمر في التدهور بشكل مقلق”، مع عجز المدنيين عن الحصول على المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن وقطع الطرق.

وجاءت هذه التطورات بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، ما منحها نفوذًا واسعًا على ربع مساحة الإقليم تقريبًا. وأدى سقوط الفاشر إلى موجة نزوح جماعي، حيث لجأت آلاف الأسر إلى مناطق مثل طويلة بشمال دارفور وسط ظروف إنسانية قاسية، وفق ما أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” التي تدير عيادات ميدانية لعلاج المصابين.

وأعلنت واشنطن أنها تتحرك بالتنسيق مع شركاء دوليين لإنهاء النزاع المتصاعد، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الولايات المتحدة “تنخرط بنشاط في الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في السودان”. ويأتي هذا الموقف بعد تقارير أممية تحدثت عن “عمليات قتل جماعي واغتصاب” أثناء سقوط مدينة الفاشر، بينما أكد مدّعون في المحكمة الجنائية الدولية أنهم يجمعون أدلة حول هذه الانتهاكات المحتملة.

في المقابل، أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون أن الجيش سيواصل القتال، مؤكدًا أن “التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة” عقب اجتماع مجلس الأمن والدفاع في الخرطوم. وشكر كبرون إدارة الرئيس دونالد ترمب على “جهودها لتحقيق السلام”، لكنه شدد على أن “الحرب حق وطني مشروع”. ولم تكشف السلطات السودانية أو واشنطن عن تفاصيل المقترح الأميركي المتعلق بوقف إطلاق النار.

وتمتد الحرب، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت أكثر من عشرة ملايين شخص على النزوح منذ اندلاعها في أبريل 2023، إلى مناطق جديدة في البلاد، مما يثير مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية. وتشير تقارير ميدانية إلى أن قوات الدعم السريع تستعد لشن هجوم جديد على إقليم كردفان، في وقت تتزايد فيه الاتهامات بارتكابها انتهاكات واسعة ضد المدنيين، رغم نفيها المتكرر لذلك.

وتُعد هذه الهجمات الأخيرة مؤشراً على أن النزاع السوداني يسير نحو مزيد من التعقيد، في ظل غياب مسار سياسي فعّال ورفض الأطراف المتحاربة لمقترحات التهدئة، ما يجعل من الأزمة الإنسانية المتفاقمة عبئاً متزايداً على المجتمع الدولي الذي لم ينجح بعد في فرض هدنة دائمة توقف نزيف الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق