نزوح جماعي من شمال كردفان بعد تمدد قوات الدعم السريع وسيطرتها على الفاشر

قسم الأخبار الدولية 03/11/2025
تفاقمت الأزمة الإنسانية في السودان مع اتساع رقعة النزوح الجماعي من ولاية شمال كردفان، عقب أسبوع من سقوط مدينة الفاشر في قبضة قوات «الدعم السريع»، في تحول ميداني اعتبرته الأمم المتحدة نقطة مفصلية في مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف.
وأعلنت «المنظمة الدولية للهجرة» أن أكثر من 36 ألف مدني فروا من خمس بلدات وقرى شمال كردفان خلال الأيام الأخيرة، بعد تمدد المعارك وانتقالها شرقاً من إقليم دارفور. وأوضحت المنظمة أن أعداد النازحين في تزايد مستمر، وسط انقطاع المساعدات الإنسانية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب الأوضاع الأمنية الخطرة.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أحكمت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، إثر حصار استمر 18 شهراً، كانت خلاله المدينة آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في دارفور. وأدت العملية إلى موجات نزوح واسعة، وسط تقارير عن انتهاكات واسعة النطاق ومجازر بحق المدنيين.
ويخوض السودان منذ أبريل 2023 حرباً مدمرة بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد خلافات حادة على تقاسم السلطة. وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، وفق تقديرات الأمم المتحدة، في ما يُعد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة.
وتحذّر وكالات الإغاثة من أن سيطرة «الدعم السريع» على كامل ولايات دارفور الخمس قد تفضي إلى تقسيم فعلي للسودان إلى منطقتي نفوذ متقابلتين، إحداهما خاضعة للجيش في الشمال والشرق والوسط، وأخرى تحت سلطة «الدعم السريع» غرب البلاد، مما يعمّق الانقسام السياسي ويزيد من صعوبة أي تسوية سلمية قريبة.



