طائرات مسيّرة تربك الأجواء الأوروبية وتعطل مطارات وقواعد عسكرية وسط مخاوف من عمليات تجسس منسقة

قسم الأخبار الدولية 03/11/2025
شهدت أوروبا موجة جديدة من التوتر الأمني مساء الأحد، بعد توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتاً في مطار بريمن الألماني عقب رصد طائرة مسيّرة مجهولة في محيطه، تزامناً مع ظهور أربع مسيّرات فوق قاعدة كلاين بروجل الجوية البلجيكية التي تستخدمها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في تطور اعتبرته بعض الدوائر الأمنية «جزءاً من سلسلة حوادث مقلقة تمس الأمن القومي الأوروبي».
وأعلنت الشرطة الألمانية أن الطائرة رُصدت قرب المطار حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، ما دفع هيئة مراقبة الحركة الجوية إلى تعليق عمليات الإقلاع والهبوط فوراً بالتنسيق مع الشرطة الفيدرالية، قبل أن تُستأنف الرحلات بعد نحو ساعة. ولم تُكشف بعد هوية الجهة المشغّلة للمسيّرة، في وقت تواصل فيه السلطات تحقيقاتها لمعرفة مصدرها ومسارها.
وفي بلجيكا، أكدت وكالة الأنباء «بيلجا» أن مروحية شرطة لاحقت أربع طائرات مسيّرة شوهدت تحلّق فوق قاعدة كلاين بروجل العسكرية، لكنها اختفت باتجاه هولندا. وقال وزير الدفاع البلجيكي تيو فرانكن إن المسيّرات كانت من «النماذج الكبيرة»، مؤكداً أنها «لم تكن تحليقاً عشوائياً بل مهمة واضحة استهدفت القاعدة». وأشار إلى فشل أجهزة التشويش في تعطيلها رغم محاولات متكررة.
القاعدة البلجيكية التي تقع في إقليم فلاندرز تُعدّ من أكثر المنشآت العسكرية حساسية في أوروبا، إذ يُعتقد أنها تضم أسلحة نووية أميركية ضمن منظومة الردع التابعة للناتو. وقد شاركت في مناورات «ستيدفاست نون» الشهر الماضي، التي تحاكي سيناريوهات استخدام الأسلحة النووية التكتيكية للدفاع عن أراضي الحلف.
ويأتي الحادث الأخير بعد إغلاق مؤقت لمطاري برلين وميونيخ في أكتوبر بسبب طائرات مسيّرة مجهولة، ما دفع برلين إلى رفع مستوى التأهب والتحذير من «تهديد متزايد للطائرات المسيّرة في المجالين المدني والعسكري». وتشتبه الاستخبارات الألمانية في ضلوع جهات أجنبية – بينها موسكو – في عمليات استطلاع سرية تستهدف البنى التحتية الحيوية، خصوصاً مع تصاعد الحرب الإلكترونية بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي.
ويعكس تكرار هذه الحوادث خلال الأسابيع الأخيرة تنامي التحديات الأمنية أمام أوروبا، حيث باتت الطائرات المسيّرة أداة فعالة في جمع المعلومات، وإرباك منظومات الدفاع الجوي والمطارات المدنية، في وقت يتزايد فيه القلق من احتمال تحولها إلى وسيلة هجومية أو استخباراتية عابرة للحدود.
					
					


