أخبار العالمإفريقيا

لقاء سرت يعيد رسم المشهد العسكري الليبي وتوافق أولي بين الشرق والغرب على إنشاء قوة موحدة

شهدت مدينة سرت تطوراً غير مسبوق في مسار الأزمة الليبية، بعد إعلان رئيس أركان «الجيش الوطني الليبي» الفريق خالد حفتر، نجل القائد العام المشير خليفة حفتر، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لتشكيل قوة مشتركة مع قيادات من كتائب مدينة مصراتة، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشراً على رغبة الأطراف المتنازعة في تجاوز الانقسام العسكري المستمر منذ سنوات.

وخلال الاجتماع الذي عُقد في سرت بحضور قيادات من الجانبين، شدد خالد حفتر على أهمية توحيد المؤسسة العسكرية واعتبارها «الركيزة الأساسية لاستقرار ليبيا ومستقبلها»، داعياً إلى اتخاذ خطوات عملية نحو دمج الكتائب تحت قيادة وطنية واحدة تضمن حماية الحدود ومكافحة التهديدات الأمنية.

وأوضح اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني، أن اللقاء انتهى إلى اتفاق على تشكيل قوة مشتركة تُعنى بمكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، في إطار التنسيق الأمني بين الشرق والغرب. وأضاف أن هذا التحرك يعكس وعياً متزايداً لدى القيادات الليبية بضرورة بناء مؤسسات موحدة قادرة على حفظ الأمن في جميع المناطق.

ورغم الترحيب الحذر الذي قوبل به الاجتماع، سارع جهاز مكافحة الإرهاب التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس إلى نفي ما وصفه بـ«الشائعات» حول مشاركة عناصر تابعة له في الاجتماع، مؤكداً التزامه بالتعليمات الرسمية الصادرة من قيادته الشرعية.

ويرى محللون أن اجتماع سرت يمثل تحولاً نوعياً في العلاقات بين مصراتة والقيادة العامة في بنغازي، بعد سنوات من التوتر والمواجهات، إذ يُنتظر أن يفتح باباً جديداً أمام مسار توحيد المؤسسة العسكرية الذي تعثر مراراً منذ اتفاق جنيف عام 2020.

كما اعتبر بعض المراقبين أن هذه المبادرة قد تمهّد لإطلاق تفاهمات سياسية موازية بين الشرق والغرب، في ظل ضغوط داخلية وخارجية لإعادة بناء الدولة الليبية على أسس أمنية موحدة تسبق أي انتخابات وطنية قادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق