أخبار العالمإفريقيا

تصاعد الأزمة في الفاشر يدفع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتحرك العاجل مع تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب

احتدمت الأزمة الإنسانية والعسكرية في مدينة الفاشر، كبرى مدن شمال دارفور، بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة عليها، مما أثار موجة واسعة من الإدانات والمطالب الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وبدء محادثات عاجلة بين الأطراف المتنازعة.

ودعت الأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، إلى عقد محادثات فورية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع برعاية المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، بهدف إنهاء القتال المتصاعد الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في الإقليم. وأعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان، مؤكداً أن مدينة الفاشر والمناطق المجاورة أصبحت بؤرة مأساوية تعاني المجاعة والأمراض والعنف منذ أكثر من 18 شهراً.

وفي السياق ذاته، أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف ما وصفه بـ«الفظاعات وجرائم الحرب المفترضة» ضد المدنيين في المدينة، داعياً إلى فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات العاجلة، وشدد على أن الحل العسكري للأزمة بات مستحيلاً، داعياً إلى عملية سياسية شاملة تنهي الصراع وتعيد الاستقرار إلى السودان.

في غضون ذلك، كشفت شبكة أطباء السودان عن اختطاف ستة من الكوادر الطبية على يد قوات الدعم السريع، بينهم أربعة أطباء وصيدلي وممرض، وطالبت الجهات الدولية بالتدخل العاجل بعد أن طلب الخاطفون فدية قدرها 100 مليون جنيه سوداني لكل طبيب. ووصفت الشبكة الحادثة بأنها «جريمة منظمة تستهدف تدمير ما تبقى من النظام الصحي في دارفور».

ميدانياً، أكدت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني انسحب من المدينة بعد تزايد القصف وتدمير واسع للبنى التحتية، فيما اعتبر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن الانسحاب جاء لتفادي «مجزرة بحق المدنيين».

إقليمياً، كثفت القاهرة وأبوظبي اتصالاتهما الدبلوماسية لدفع مسار التهدئة. وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً مع المستشار الأميركي مسعد بولس لمناقشة سبل إنهاء الحرب، بينما شدد المستشار الإماراتي أنور قرقاش على أن فقدان الجيش لمدينة الفاشر يمثل «نقطة تحول تدفع باتجاه الخيار السياسي كحل وحيد للأزمة».

ويستمر الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، في حرب أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على النزوح، وسط تحذيرات من انهيار شامل في ظل تفاقم الجوع وتدهور الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء السودان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق