آسياأخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

التعاون العربي-الصيني في الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات

الملخص:

يستعرض هذا البحث مفهوم الذكاء الاصطناعي والتحولات التقنية العالمية التي يشهدها هذا المجال، مع تسليط الضوء على القدرات المتقدمة التي حققتها الصين. كما يناقش البحث التحديات والفرص المترتبة على التعاون بين الصين والدول العربية، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، في إطار التحول الرقمي الذي تشهده دول الخليج.

يُعتبر الذكاء الاصطناعي بمثابة ما كانت تمثله الكهرباء للثورة الصناعية؛ إذ يُحفّز الابتكار ويسهم في النمو الاقتصادي. وفي ظل سعي دول الخليج إلى تنويع اقتصاداتها والانتقال إلى الاقتصاد الرقمي، برز الدور الصيني كعنصر أساسي في هذا التحول من خلال نقل التكنولوجيا، وتوطينها، وتدريب الكوادر، والاستثمار في مشاريع مشتركة ذات طابع استراتيجي.

ومع ذلك، تواجه هذه الشراكة تحديات عدة، أبرزها سياسات الإدارة الأمريكية التي تسعى إلى فرض قيود على سوق التكنولوجيا في الدول العربية، بهدف إبعاد النفوذ الصيني، وذلك من خلال تطبيق العقوبات، وتقليص التعاون، أو حتى وقف إمدادات الشرائح الإلكترونية الحيوية.

يخلص البحث إلى أن الحضور الصيني في قطاع الذكاء الاصطناعي يمثل ظاهرة استراتيجية لا يمكن تجاهلها، ومن المتوقع أن يستمر التعاون بين الجانبين الصيني والعربي. إن الفوائد الاقتصادية والتكنولوجية المحتملة ستدفع الدول العربية إلى تعزيز وتنمية هذه العلاقة بما يسهم في تطوير قدراتها التقنية وتحقيق أهدافها التنموية.

الكلمات المفتاحية: الذكاء الاصطناعي، الصين، الدول العربية، التعاون التكنولوجي.

————————-

Abstract:

This study examines the concept of artificial intelligence and the global technological transformations shaping this field, with particular emphasis on the advanced capabilities achieved by China. The research further discusses the challenges and opportunities arising from China–Arab cooperation—especially with the United Arab

Emirates and the Kingdom of Saudi Arabia—within the context of the digital transformation

currently underway in the Gulf states.

Artificial intelligence is considered analogous to the role electricity played during the industrial revolution, as it fosters innovation and contributes significantly to economic growth. In light of the Gulf states’ efforts to diversify their oil-dependent economies and transition to a digital economy, China has emerged as a key actor in this transformation through technology transfer, localization, capacity building, and strategic investments in joint ventures.

Nevertheless, this partnership faces several challenges, most notably the U.S. administration policies aimed at imposing restrictions on the technological markets in Arab countries to curb Chinese influence—through measures such as sanctions, reduced cooperation, or even halting the supply of critical semiconductor chips.

The study concludes that China’s presence in the artificial intelligence sector constitutes a strategic phenomenon that cannot be ignored, and that cooperation between China and Arab countries is expected to continue expanding. The potential economic and technological benefits will likely encourage Arab nations to further strengthen and develop these ties, thereby enhancing their technological capacities and achieving their developmental objectives.

Keywords: Artificial Intelligence, China, Arab Countries, Technological Cooperation

——————–

المقدمة

ظهر مصطلح “الذكاء الاصطناعي” لأول مرة في عام 1956 خلال مؤتمر علمي. ومنذ ذلك الوقت، شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا مستمرًا نتيجة التقدم الكبير في الخوارزميات وزيادة قوة الموارد الحاسوبية، مما أسهم في اتساع نطاق تطبيقاته واستخداماته. (رأي المجلس الاقتصادي،2025)

يُعرَّف الذكاء الاصطناعي وفقًا لفريق خبراء الذكاء الاصطناعي التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بأنه “نظام يعتمد على الآلة قادر على تقديم تنبؤات وتوصيات وقرارات مؤثرة في البيئات الحقيقية والافتراضية بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف التي يحددها الإنسان”. يعتمد هذا النظام على المدخلات البشرية أو الآلية أو من كلاهما معًا لتصور البيئات الحقيقية والافتراضية، ومن ثم تحويل هذه التصورات إلى نماذج مجردة باستخدام تقنيات الاستدلال النموذجي، مثل التعلم الآلي، من أجل صياغة خيارات للمعلومات أو الإجراءات. (المركز المصري للدراسات الاستراتيجية ،2024)

تتكون التكنولوجيا المعتمدة في الذكاء الاصطناعي من ثلاثة عناصر أساسية: البنية التحتية القوية، الخوارزميات الفعالة، والمعطيات المتاحة بكثرة. هذه العناصر تساهم في تحسين قدرة الأنظمة على معالجة المعلومات وتحقيق نتائج دقيقة وفعالة عبر مجموعة واسعة من التطبيقات.

في السياق المعاصر، يُعتبر الذكاء الاصطناعي في عصرنا الرقمي بمثابة ما كانت تمثله الكهرباء للثورة الصناعية، إذ إنه يعد تكنولوجيا عامة الأغراض التي تحدث نقلة نوعية في مختلف المجالات. يؤدي انتشار هذه التكنولوجيا إلى تعزيز الإنتاجية بشكل هائل، مما يغير بشكل جذري طرق العمل والإنتاج في العديد من القطاعات. (منتدى باريس للسلام،2022)

علاوة على ذلك، يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو أحد الفروع الرائدة في هذا المجال، توسعًا سريعًا ويسهم في إعادة تشكيل جوانب حياتنا بطرق غير مسبوقة، حيث يتيح فرصًا جديدة لتحسين الأنظمة الإنتاجية والإبداعية. (الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي ،2024)

بناءً عليه، تستند هذه الورقة البحثية إلى مراجعةٍ منهجيةٍ للأدبيات التي تناولت الذكاء الاصطناعي، مع تحليلٍ لسياق تطوّره في الحالتين الصينية والعربية، واستكشافِ المجالات الناشئة عن التعاون بينهما، وصولاً إلى استخلاص النتائج.

2 الانعكاسات الاقتصادية والتكنولوجية للذكاء الاصطناعي

لقد أصبح الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي، حيثُ تُشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 14% بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تقديم دعم حيوي لتحقيق حوالي 79% من أهداف التنمية المستدامة بحلول نفس العام. وبالمجمل فإن الأدلة تُشير لمُساهمة الذكاء الاصطناعي في تحفيز زيادة الناتج المحلي الإجمالي عبر 19 قطاعًا مختلفًا، بما في ذلك قطاع السفر الذي يشهد زيادة في مساهمته بنسبة تتجاوز 11% على المستوى العالمي. (المركز المصري للدراسات الاستراتيجية ،2024)

ومن خلال الاطلاع على تجارب الدول المُتقدمة في تبني الذكاء الاصطناعي، فإن ذلك انعكس على الإنتاجية وتقليل التكاليف عبر مختلف الصناعات، فمن خلال تطبيق تقنيات متطورة، يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة لتحسين الإنتاجية والكفاءة في مجالات مثل الطب، والتعليم، والتجارة الإلكترونية، والصناعات عالية التكنولوجيا، والسيارات ذاتية القيادة، والروبوتات. كما يعزز القدرة على اتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات من خلال استخراج الأنماط والاتجاهات التي تسهم في تحسين الأداء وزيادة الربحية وتقليص المخاطر المحتملة.

 ويعزز الكفاءة من خلال تحسين العمليات في القطاعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والزراعة. كما يوفر حلولًا مبتكرة لإدارة المدن والبنية التحتية والنقل، مما يساهم في تحسين جودة الحياة. من خلال تحليل البيانات الكبيرة، يساعد الذكاء الاصطناعي في توجيه السياسات الحكومية واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على أسس علمية، مما يعزز قدرة الدول على تحسين تنافسيتها وتحقيق التنمية المستدامة.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة أساسية في تعزيز الوصول إلى الخدمات الاجتماعية، حيث يقدم حلولًا تقنية تيسر وصول الأفراد إلى هذه الخدمات بغض النظر عن موقعهم أو ظروفهم الخاصة. من خلال ضمان الوصول إلى البنى التحتية للاتصال، يصبح الذكاء الاصطناعي متاحًا لجميع فئات المجتمع، مما يساعد على تجاوز الحواجز الجغرافية والزمنية. هذا يتيح تقديم خدمات ملائمة وفعّالة تلبي احتياجات المستخدمين الفردية، وبالتالي يعزز الشمول الاجتماعي ويعزز العدالة في توفير الخدمات الأساسية. (رأي المجلس الاقتصادي،2024)

2.1 مسار تطور الذكاء الاصطناعي في الصين

أطلقت الصين في عام 2017 “خطة تطوير الذكاء الاصطناعي من أجل جيل جديد”، التي أولت اهتمامًا خاصًا بالبحث والابتكار والتدريب في مجال الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. وهدفت هذه الخطة إلى تكوين مخزون من الكفاءات القادرة على دعم طموحات البلاد في مجال الابتكار التكنولوجي وتحقيق الريادة على الصعيد العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي (Stanford DigiChina، 2017).

ووفقاً لأحدث تقرير لمؤشر الذكاء الاصطناعي فإن الصين احتلت المرتبة الثانية عالميًا في إجمالي الاستثمار الخاص في الذكاء الاصطناعي في الشركات الناشئة خلال الفترة 2013-2023، حيث بلغ إجمالي الاستثمارات 7.76 مليارات دولار أمريكي، ووصل عدد الشركات إلى 1446 شركة. كما هيمنت الصين على براءات اختراع الذكاء الاصطناعي في عام 2023، مسجلةً نحو 70,000 براءة اختراع في هذا المجال، متفوقة بشكل كبير على الولايات المتحدة. ( Stanford AI Index،2024)

وتعمل الصين على تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي على المستوى الوطني، وتهدف إلى جعل البلاد “مركزًا عالميًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي” بحلول عام 2030. وقد تجلى ذلك بشكل ملموس، فقد تضاعف عدد مؤلفي الأوراق البحثية المقبولة في المؤتمرات الكبرى من مؤسسات مثل جامعتي تسينغهوا وبكين بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف. وشهدت جامعة تشجيانغ، التي أنشأت مركزًا متخصصًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة علي بابا القابضة، زيادة كبيرة في عدد باحثيها من 34 في عام 2020 إلى 906 في عام 2024.

وتجلى ذلك أيضاً في عدد الأوراق البحثية الصينية التي تم قبولها في مؤتمرات الذكاء الاصطناعي الرئيسة في عام 2024. فوفقًا لتحليل إحصائي لقرابة 30,000 ورقة بحثية تم قبولها بين عامي 2020 و2024 في مؤتمرات مثل مؤتمر أنظمة معالجة المعلومات العصبية (NeurIPS)، والمؤتمر الدولي للتعلم الآلي (ICML)، والمؤتمر الدولي لتمثيلات التعلم (ICLR)، فإن الصين احتلت المرتبة الثانية عالميًا بعدد 8491 ورقة بحثية، بزيادة كبيرة بنسبة 800% على مدى السنوات الأربع الماضية (صحيفة الرياض، 2025).

ومؤخراً، أطلقت شركة “ديب سيك” الصينية في مدينة هانغتشو نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يُعرف باسم “آر1” في يناير 2025، مما أحدث ضجة كبيرة في أوساط خبراء التكنولوجيا وأدى إلى انهيار مؤقت بنسبة 17% في أسهم شركة إنفيديا الأمريكية. وقد وصف البعض هذا الحدث بلحظة “سبوتنيك” في التنافس التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة. ويعكس هذا التغيير في السياق التكنولوجي تمكن “ديب سيك” من إبطال فاعلية الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى تقويض قدرة الحكومة والشركات الصينية على الوصول إلى الرقائق الأكثر تقدمًا، في محاولة منها لتعطيل مسار تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة الصينية (EPC، 2025).

وتقول شركة “ديب سيك” إنها اعتمدت استراتيجيات تقنية مبتكرة قللت من الوقت الحسابي المطلوب لتدريب نموذجها “آر1” ومن حجم الذاكرة اللازمة لتخزينه. حيث أدى تقليص هذه التكاليف الإضافية إلى خفض هائل في التكلفة، مما جعل النموذج أكثر كفاءة وأقل تكلفة. ( BBC Arabic،2025)

2.2 الإطار المنهجي والمبادرات الدولية

وفي أكتوبر 2023 أطلقت الصين مبادرة الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي (Governance AI Global Initiative) خلال منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي في بكين. واقترحت المبادرة مجموعة من المبادئ الأساسية، منها التركيز على الإنسان، والاحترام المتبادل، والمساواة، ومعارضة الأيديولوجيات الحصرية التي قد تعيق تطور الدول الأخرى في هذا المجال. وركزت المبادرة على ثلاثة جوانب رئيسية: تطوير الذكاء الاصطناعي، وتأمينه، وإدارته، كما تضمنت التشجيع على التعاون الدولي، وخاصة مع الدول النامية، لسد الفجوة في قدرات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى خلق بيئة تنظيمية تتيح تبادلات علمية وعملية تضمن تحقيق المنفعة للجميع من خلال تطبيقات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. (الوطن أونلاين ،2023)

وخلال عام 2024 تقدمت الصين باقتراح بشأن تعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، ودعمته 140 دولة واعتمدته الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضمن القرار ضرورة التزام تطوير الذكاء الاصطناعي “بالمبادئ التي تركز على الإنسان”، وتعزيز الذكاء المفيد وإفادة البشرية.

وحمل القرار جوهر المبادرة السابقة، فشجع على التعاون الدولي والإجراءات العملية لمساعدة البلدان، ولا سيما البلدان النامية، من خلال تقوية بناء قدراتها فيما يتعلق الذكاء الاصطناعي، وتعزيز تمثيلها وصوتها في الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والدعوة إلى “بيئة أعمال مفتوحة وعادلة وغير تمييزية”، ودعم الأمم المتحدة للاضطلاع بدور مركزي في التعاون الدولي. (CGTN Arabic ،2024)

وخلال الشهر ذاته من تبني الاقتراح الصيني، استضافت مدينة شنغهاي الصينية” المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي2024″ وفيه قدم رئيس مجلس الوزراء الصيني لي تشيانغ بعض من الرؤى التي تدفع الصين باتجاه حكومة الذكاء الاصطناعي، حيث هناك اختلافات في الوصول والتطوير بين الدول في مجال الذكاء الاصطناعي، داعياً إلى تطوير هذه التكنولوجيا بطريقة أكثر شمولاً.

وعزز “لي” وجهة نظره بأن هناك 2.5 مليار شخص في العالم لا يزالون لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، وأن العديد من الدول النامية لا يمكنها الاستفادة من تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ومن الضروري سد الفجوة المعرفية، وإنشاء بيئة تنمية عادلة ومفتوحة حتى تتمكن المزيد من الدول من الاستفادة من هذه التكنولوجيا الصاعدة.

وتتلخص فكرة الصين، وفقاً لرئيس حكومتها، بأن التنمية لن تكون ناجحة إلا عندما يتمكن الجميع من الاستفادة منها، والذكاء الاصطناعي هو الثروة المشتركة للبشرية. (وكالة أناضول ،2024)

واستمرت الصين بتبني نهج يركز على تحقيق المنفعة المشتركة وتعزيز التعاون المتبادل، ولذلك فكانت من الدول التي وقعت على البيان الختامي لقمة باريس للذكاء الاصطناعي في فبراير 2025، والذي تضمن تعهداً من قبل الموقعين على اتباع نهج منفتح وشامل وأخلاقي لتطوير هذا النوع من التكنولوجيا. وذكر البيان، الذي وقعته 60 دولة (ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية توقعيه)، أن هذه الاتفاقية تطمح إلى تقليص الفجوات الرقمية من خلال تعزيز إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي، وضمان أن يتم تطوير التكنولوجيا بشفافية مع مراعاة “الأمن والسلامة وبطريقة جديرة بالثقة”. (وكالة الأنباء الإماراتية ،2025)

3 دور الذكاء الاصطناعي الصيني في المشهد التكنولوجي لمنطقة الشرق الأوسط.

برزت الصين كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما جعل منطقة الشرق الأوسط، التي تولي اهتمامًا متزايدًا للتكنولوجيا والابتكار، وجهة مفضلة لشركات الذكاء الاصطناعي الصينية. حيثُ تسعى هذه الشركات إلى بناء شراكات استراتيجية، والوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز حضورها الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك يتزايد التعاون بين الصين وجامعات الشرق الأوسطـ، وعلى رأسها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في الأمارات. ( أخبار الخليج ،2024)

فقد أظهرت شركات التكنولوجيا الصينية حرصًا واضحًا على تعزيز التعاون مع الجامعات الإقليمية، من خلال تسهيل إطلاق مبادرات تدريبية تستهدف الطلاب في عددٍ كبير من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي عام 2023، أكّدت شركة علي بابا كلاود(Alibaba Cloud)، الشركة الصينية الرائدة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية، على التزامها بتطوير المواهب الرقمية في المنطقة. وتتركز جهودها التعليمية في برنامج “علي بابا كلاود للتمكين الأكاديمي”، وهي مبادرة عالمية تتعاون بشكل مباشر مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المحلية المعترف بها رسميًا والحاصلة على شهادات الاعتماد. وبموجب هذا البرنامج، يُتوقَّع أن يستفيد أكثر من 55 ألف شخص في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك العملاء والشركاء والمطورين والطلاب والباحثين، من موارد التدريب التي تقدمها الشركة على مدار ثلاث سنوات. كما وقّعت الشركة مذكرة تفاهم مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في الإمارات لتعزيز شراكتها الاستراتيجية، من خلال تطوير برامج التدريب التقني ومبادرات التطوير المهني والأنشطة البحثية، بهدف تزويد المعلمين والطلاب والمهندسين بالمهارات العملية في التقنيات المبتكرة التي تلبي متطلبات القطاع. (حكومة دبي،2024)

3.1 تأثير الذكاء الاصطناعي الصيني على التحول الرقمي في العالم العربي

لا شك أن التعاون الثنائي بين العالم العربي والصين يمتد ليشمل مختلف المجالات، وقد حظي قطاع التكنولوجيا في السنوات الأخيرة باهتمام متزايد من كلا الجانبين. ففي وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية الصادرة عن وزارة الخارجية الصينية عام 2016، حددت الصين مجموعة من الأهداف الاستراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا، مما يعكس التزامها بتطوير شراكة تقنية مستدامة مع الدول العربية.

ومما جاء في الوثيقة:

  • تسريع وتيرة إقامة آليات حكومية صينية وعربية للتعاون في الابتكار والإبداع العلمي والتكنولوجي.
  • تنفيذ برنامج الشراكة العلمية والتكنولوجية الصينية العربية لمواصلة الارتقاء بالإمكانية العلمية والتقنية للدول العربية.
  • استغلال “المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا” لإنشاء شبكة متكاملة تغطي الصين وجميع الدول العربية للتنسيق والتعاون في نقل التكنولوجيا.
  • تنفيذ برنامج استضافة العالمين الشباب المتفوقين في الصين ليشمل الدول العربية، وتشجيع التواصل بين المواهب العلمية الشابة لدى الجانبين.
  • التشارك في إقامة مجموعة من المختبرات الوطنية المشتركة ومراكز الأبحاث المشتركة والحدائق العلمية والتكنولوجية المتميزة، وبناء أطر تتجه خلالها الشركات نحو الخارج، وتشجيع الشركات العلمية والتكنولوجية على القيام بالأعمال الريادية المبدعة وإقامة مراكز البحث والتطوير في الدول العربية.
  • دعوة الفنيين من الدول العربية للمشاركة في الدورة التدريبية الفنية الموجهة للدول النامية التي تقيمها وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية. العمل على زيادة تطبيق وتعميم ما لدى الجانبين من الإنجازات العلمية والتقنية والتكنولوجيا المناسبة الحديثة في الجانب الآخر. (الخارجية الصينية، 2016)

ووفقًا للإطار الذي حددته الوثيقة، شرع الجانبان في تنفيذ مجموعة من الإجراءات العملية لتعزيز التعاون. ففي عام 2021، أصدرت الصين وجامعة الدول العربية “مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات”، والتي استندت إلى “مبادرة أمن البيانات العالمية”، التي أطلقتها الصين في سبتمبر 2020، والتي قدمت حلاً صينياً لوضع قواعد للحوكمة الرقمية العالمية. وتضمنت المبادرة عدة نقاط جوهرية: أولاً، أُكِّد على التأثير العميق للثورة التكنولوجية والاقتصاد الرقمي في إعادة تشكيل أنماط الإنتاج والحياة البشرية، فضلاً عن تأثيرهما على الحوكمة العالمية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ثانياً، جرى تسليط الضوء على دور البيانات كعامل محوري في دفع الابتكار وتحسين جودة الحياة، مع الإشارة إلى تزايد حجمها وتعقيد إدارتها في السياق العالمي. ثالثاً، شدد الطرفان على أهمية تعزيز أمن سلاسل التوريد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لضمان ثقة المستخدمين وحماية البيانات، بما يدعم نمو الاقتصاد الرقمي. كما دعت المخرجات إلى اعتماد مقاربة متوازنة بين التقدم التكنولوجي والأمن القومي والمصالح العامة، مع الحفاظ على بيئة تجارية شاملة وعادلة. إضافةً إلى ذلك، أُكِّد على مسؤولية الدول في حماية البيانات الحساسة ذات الصلة بالأمن العام والاقتصادي، مع الدعوة إلى تعزيز الحوار الدولي والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لبناء فضاء سيبراني مشترك، قائم على السلام والانفتاح والتعاون. (CGTN Arabic،2021)

وخلال افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني-العربي في بكين، حدد الرئيس الصيني شي جين بينغ مجالات التعاون المستقبلية، والتي تم تصنيفها ضمن خمسة أطر رئيسية، حيث جاء “التعاون المدفوع بالابتكار” في مقدمة هذه الأطر. حيثُ أكَّد الرئيس الصيني على تعاون الجانب الصيني مع الجانب العربي في بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات تشمل الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية؛ ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، للعمل سويا على تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الاقتصاد الحقيقي، والدفع بتكوين نظام الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي والذي يقوم على توافقات واسعة النطاق؛ ويحرص الجانب الصيني على التعاون مع الجانب العربي في بناء مركز مشترك لرصد الحطام الفضائي ومركز للتعاون والتطوير لتطبيقات نظام بيدو، وتعزيز التعاون في مجالي الفضاء المأهول وطائرات الركاب المدنية. ( تيان جيانينغ ،2024)

3.2 التعاون الصيني-الخليجي في مجال الذكاء الاصطناعي

​اعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي لفترة طويلة على عائدات النفط والغاز كمصدر رئيسي للناتج المحلي الإجمالي وتمويل الإنفاق الحكومي، وفي العقد الماضي شرعت في تنفيذ استراتيجيات تنويع اقتصادي طموحة. فقد كشف الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية عام 2014 عن هشاشة الاقتصادات المُرتكزة بشكل مفرط على المواد الهيدروكربونية، مما دفع صانعي السياسات إلى إعادة تقييم النهج المُتّبع وتبني مقاربات جديدة. وفي هذا السياق، أصبح تطوير اقتصاد رقمي مزدهر خطوة استراتيجية أساسية ضمن سياسات دول مجلس التعاون الخليجي، لتعزيز مرونة اقتصاداتها المحلية وقدرتها على التكيُّف في مواجهة الأزمات الخارجية.​( تيان جيانينغ ،2025)

وتُعدُّ المملكة العربية السعودية من أبرز الدول في هذا المجال، حيث أطلقت في عام 2020 الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، بهدف أن تصبح المملكة رائدة عالميًا في هذا القطاع. وقد تضمنت الاستراتيجية ستة أهداف رئيسية، تمثل الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف:

  • ترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي لتمكين أفضل تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
  • تطوير القوى العاملة في المملكة ببناء مورد مستدام للكفاءات المحلية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
  • بناء بنية تشريعية أكثر تشجيعا للشركات والمواهب المتخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي.
  • جذب التمويل الفعال والمستقر للفرص الاستثمارية المتميزة في البيانات والذكاء الاصطناعي.
  • تمكين أفضل المؤسسات البحثية المتخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي لقيادة الابتكار.
  • بالإضافة إلى تحفيز تبني تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال المنظومة الأكثر تعاونًا وتطلعًا. وتستهدف المملكة تحفيز نحو 300 شركة ناشئة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك بحلول عام2030.( الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي،2020)

وقد بلغت حصة الاقتصاد الرقمي في السعودية 14% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وتسعى المملكة إلى رفع هذه الحصة إلى 19.2% خلال عام 2025، مما يتيح فرصاً استثمارية واسعة في قطاع التقنيات الرقمية. وتُعبّر هذه الخطوات عن التزام المملكة بالتطور التكنولوجي وتعزيز مكانتها في الاقتصاد الرقمي على المستويين المحلي والعالمي.(الوئام،2024)

وتعد الإمارات العربية المتحدة أيضاً من أبرز الدول الخليجية والشرق أوسطية التي تسعى إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2017، أسست وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، وأطلقت في ذات العام استراتيجيتها الوطنية لهذا المجال، التي تهدف إلى تحقيق أهداف “مئوية الإمارات 2071”. كما تسعى الاستراتيجية إلى تسريع تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في مختلف الخدمات وتحليل البيانات، بهدف الوصول إلى معدل استخدام يصل إلى 100% بحلول عام 2031. ( المركز المصري للدراسات الاستراتيجية ،2024)

وتشتمل استراتيجية الذكاء الاصطناعي على ثمانية أهداف استراتيجية هي:

الهدف الثامنضمان الحوكمة القوية والتنظيم الفّعال.(استراتيجية الأمارات،2017)

وتركّز استراتيجية الحكومة الرقمية لدولة الإمارات للعام 2025 على تقديم خدمات الحكومة الإلكترونية وإنشاء مشاريع المدن الذكية، بهدف تعزيز مكانة الإمارات كوجهة رائدة عالميًا في التحوّل الرقمي وسعى الحكومة الإماراتية إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من 11.7 في المئة إلى أكثر من 20 في المئة خلال العقد المقبل.(تيان جيانينغ، 2025)

3.2.1 المبادرات والمشاريع المنفّذة في إطار التعاون الصيني–الخليجي

  ارتفعت خلال السنوات الثلاث الماضية مساهمة شركة هواوي الصينية في السوق السعودية. حيثُ شِهدَ عام 2022 إعلان هواوي عن استثمار 400 مليون دولار على مدى خمس سنوات لإطلاق مركز إقليمي للخدمات السحابية في المملكة، مع خطط لدعم 200 ألف مطور جديد، والتعاون مع 1000 شريك محلي، ودعم 2000 شركة ناشئة بخدمات الحوسبة السحابية.  وفي العام التالي 2023 افتتحت هواوي مركزًا للبيانات السحابية في الرياض، بهدف تعزيز خدماتها عبر الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال قمة “هواوي كلاود السعودية 2024”، أعلنت الشركة عن مبادرات لبناء بنية تحتية متينة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة في المملكة، دعمًا لرؤية 2030. شملت هذه المبادرات إطلاق قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة، والاستثمار في تطوير المواهب، ودعم الشركات الناشئة المحلية. ( News.cn Arabic،2024)

وخلال هذا العام، وقعت شركة زين السعودية وشركة هواوي مذكرة تفاهم، على هامش مؤتمر ومعرض LEAP 2025 في الرياض، وذلك لتعزيز التعاون التقني بين الطرفين استعدادًا لموسم الحج 2025. حيث تأتي هذه الشراكة امتدادًا للنجاح الذي تحقق خلال موسم الحج 2024، حيث عملت الشركتان على تطوير حلول رقمية مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للحجاج وضمان تجربة سلسة وآمنة.(منصة مكة،2025)

وبالإضافة إلى ذلك فقد وقعت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية، اتفاقًا مع شركتين صينيتين (شركة الصين للطاقة الكهربائية والمعدات والتقنية – شركة بكين لتقنية الإلكترونيات الدقيقة​) لإنشاء مركز لتصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية وتطبيقها في مجالات رقمنة الطاقة، والشبكة الذكية، والمُدن الذكية.(الجزيرة،2023)

ومن بين أبرز المشاريع المشتركة بين الجانبين الصيني والسعودي هو مشروع AceGPT، النموذج اللغوي الضخم مفتوح المصدر المصمم خصيصًا لمعالجة التعقيدات النحوية للغة العربية وضمان الحساسية الثقافية والمواءمة مع القيم المحلية. شاركت في تطوير المشروع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) من الجانب السعودي، بينما ساهمت الجامعة الصينية في هونغ كونغ – شنتشن (CUHK-Shenzhen) ومعهد شنتشن لأبحاث البيانات الضخمة (SRIBD) من الجانب الصيني. وقد أثبت AceGPT تفوقه بين النماذج المفتوحة المصدر للغة العربية من خلال عدة معايير، أبرزها المواءمة الثقافية وفهم اللغة. (asas.ai ،2024)

وبعد أن عبّرت المملكة العربية السعودية عن حاجتها المتزايدة لتوسيع السعة السحابية لتخزين البيانات الرقمية محليًا، أصبحت شركة علي بابا كلاود أول مزوّد عالمي رائد للخدمات السحابية فائقة السعة يدخل السوق السعودي. وقد أبرمت مجموعة علي بابا كلاود شراكة استراتيجية مع الشركة السعودية للحوسبة السحابية، بهدف تقديم مجموعة شاملة من خدمات الحوسبة السحابية المتطورة المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات العاملة في المملكة، ودعم دخولها إلى السوق من خلال توفير حلول مبتكرة ومتخصصة تُسهم في تعزيز بيئة الأعمال ودعم المنظومة الرقمية.( ARA TV ،2022)

وفي ظل الشراكة بين الجانبين الصيني والإماراتي وقعت حكومتا الدولتين خلال انعقاد اجتماع الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية والتجارية والفنية المشتركة (2024)، مذكرة تفاهم لتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي وتطوير الفرص الاستثمارية في مجالات البنية التحتية الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات التكنولوجية المتقدمة. واتفق الجانبان على توفير برامج جديدة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في أسواق البلدين بقطاعات التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والحلول المتقدمة والتقنيات المبتكرة. ( وزارة الاقتصاد الإماراتية ،2024)

خلال انعقاد “منتدى التعاون المالي لصناعة الذكاء الاصطناعي بين الصين والإمارات” بتاريخ 6 يوليو 2024، تمّ توقيع مذكّرات تفاهم بين “مركز الابتكار الصيني–الإماراتي” وكل من “بكين رونغسين الرقمية للتكنولوجيا المحدودة” و”شنغهاي فوديان للتكنولوجيا الذكية المحدودة”، ما شكّل خطوةً عمليةً مهمةً في تعزيز أُطر التعاون الصناعي في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين

وفي سياقٍ متّصل، أبرمت شركة “UBTECH Robotics” الصينية الناشئة في حقل الذكاء الاصطناعي، بدعمٍ من مجموعة “Tencent Holdings” الصينية، اتفاقيةً بقيمة 362.4 مليون دولار أمريكي بهدف تطوير مختبرات الذكاء الاصطناعي المخصصة للطلبة في الإمارات، وذلك بالتعاون مع شريكٍ استراتيجي ملكي تابع لمجموعة أبو ظبي المالية.

من جانبٍ آخر، أنشأت شركة “SenseTime Group Limited” الصينية المتخصّصة في تقنيات التعرف على الوجوه مركزاً إقليمياً للبحث والتطوير في أبو ظبي، يُعنى بتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا؛ وقد باشرت هذه الوحدة البحثية أعمالها مستهدفةً تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في قطاعاتٍ متعددة تشمل الرعاية الصحية، والاستشعار عن بُعد، والتعليم. (MEPEI -2024)

4 العوامل المساندة لتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي

تتعدد العوامل التي تدعم تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين الصين والدول العربية، حيث تلعب مجموعة من العناصر الأساسية دورًا محوريًا في ذلك. من أبرز هذه العوامل: التقدم التكنولوجي المستمر، وتطوير البنية التحتية الرقمية، والقدرة التنافسية من حيث الأسعار، بالإضافة إلى التوافق مع السياسات التنظيمية المحلية. تلك العوامل تُسهم في تمكين الشركات الصينية من تعزيز وجودها في أسواق الدول العربية والخليجية. ورغم التحديات التي قد تواجه هذه الشركات، فإن هذه العوامل تعتبر دافعًا رئيسيًا لتجاوز العقبات وتعزيز فرص التعاون التقني بين الطرفين. ويمكن تلخيص هذه العوامل في النقاط التالية:

1 – في دراسة معمقة أعدتها وحدة دراسات الصين في مركز الإمارات للسياسات بعنوان «لحظة ديب سيك الصينية: التداعيات التقنية والجيوسياسية، أمريكياً وخليجياً »، تم تناول الأثر الناتج عن إطلاق الصين لبرنامجها “Deep Seek” بالتفصيل. وأشار البحث إلى أن التحدي الأساسي الذي أحدثه “ديب سيك” للإدارة الأمريكية الجديدة، كان إضعاف السردية التي كانت تُبنى على جذب استثمارات، تعتمد في تمويلها على رؤوس أموال من الخليج وأوروبا ودول آسيوية، مستندة إلى الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تتوفر لديها بيئة الابتكار والتكنولوجيا والسوق الضرورية لتطوير هذه التقنيات على نطاق عالمي. كما بينت الدراسة أنه بعد إطلاق نموذج “آر 1” الجديد، برزت الصين كمنافس تقني قوي بكلفة منخفضة مقارنة بالنماذج الأمريكية.( EPC ،2025)

2 – أوضحت شركة “ديب سيك” أنها تمكنت من اعتماد استراتيجيات تقنية أدت إلى تقليل الوقت الحسابي اللازم لتدريب نموذجها المُسمى “آر1″، فضلًا عن خفض حجم الذاكرة المطلوبة لتخزينه، مما أسفر عن انخفاض هائل في التكاليف الإضافية. وتشير تقارير إلى أن تدريب الإصدار الثالث من النموذج الأساسي “آر1” استغرق حوالي 2.788 مليون ساعة تشغيل.

وعلاوة على ذلك، قد يُساهم تقليل التكلفة الحسابية لتدريب وتشغيل نماذج “ديب سيك” في معالجة المخاوف البيئية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي؛ إذ تستهلك مراكز البيانات التي تُشغّل هذه النماذج كميات كبيرة من الكهرباء والماء لتبريد الخوادم ومنع ارتفاع درجات الحرارة. وعلى الرغم من أن معظم شركات التكنولوجيا لا تعلن عن بصمتها الكربونية، فقد حُدد في تقدير حديث أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتطبيق “تشات جي بي تي” تجاوزت 260 طنًا شهريًا، ما يُعادل 260 رحلة طيران من لندن إلى نيويورك.

بناءً عليه، يُعَد تحسين كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي التي طرحتها الصين مؤخرًا خطوة إيجابية من الناحية البيئية في قطاع التكنولوجيا. ( BBC Arabic،2025)

3 –فرض نجاح DeepSeek (بالتحول نحو نهج مفتوح المصدر) على شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الأخرى، بالتحول أيضاً نحو استراتيجية المصادر المفتوحة. ففي خطوة هامة، أعلنت شركة بايدو الصينية أنها ستطلق الجيل القادم من نموذجها “إيرني” في منتصف مارس 2025، مع إصدار النسخة المحسنة “إيرني 4.5” كمصدر مفتوح رسمي اعتبارًا من 30 يونيو. وعلى نفس المنوال، كشفت مجموعة علي بابا عن نموذجها الخاص بتوليد الفيديو والصور (“وان 2.1” -Wan 2.1) الذي سيكون متاحًا كمصدر مفتوح. مما يفتحُ آفاقًا واسعة للمستخدم الخليجي؛ إذ ستستفيد الشركات الناشئة المتخصصة في التطبيقات المبنية على النماذج التأسيسية للذكاء الاصطناعي في الخليج من تنوع الخيارات المتاحة .( Reuters ،2025)

4 – أما الجانب الرابع فيتعلق بالميزات النسبية التي تتمتع بها شركات التكنولوجيا الصينية، وقد حددها البحث الذي أعدته الباحثة تين هنان القاضي بعنوان «الانخراط المحلي يحدّد معالم البصمة الرقمية للصين في دول الخليج». ووفقًا للدراسة، تتمثل الميزات في ثلاثة محاور أساسية:

الأسعار التنافسية: أثبتت شركات مثل سينس تايم، وعلي بابا، وتينسنت، وهواوي قدرتها على تسويق المعدات والبرمجيات عالية الجودة بأسعار أقل من منافسيها الغربيين؛ إذ تُعتبر التقنيات الرقمية الصينية أرخص بنحو 30% مقارنةً بنظيراتها.

القدرة على التكيّف: تتميز الشركات الصينية بمرونتها في التكيف مع الظروف الثقافية والسياسية والاقتصادية والمؤسسية المتباينة في مختلف أنحاء العالم، مما يمنحها ميزة تنافسية في الأسواق الدولية.

تركيزها على التدريب ونقل التكنولوجيا: تولي هذه الشركات اهتمامًا كبيرًا بتوفير برامج تدريبية وآليات لنقل التكنولوجيا، مما يسهم في تعزيز الكفاءات المحلية وتعميم الاستخدام الفعّال للتقنيات الحديثة.

حيث يشير البحث إلى أن هذه الميزات تسهم في تعزيز موقع الصين الرقمي في دول الخليج ودول أخرى على مستوى العالم.( تين هينان القاضي ،2025)

5 التحديات التي تعترض مسار التعاون بين الجانبين

يمكن أن تؤثر التوترات الجيوسياسية والعلاقات الدولية بشكل كبير على فرص التعاون التكنولوجي بين الصين وبعض الدول العربية، خاصة في ظل الضغوط الخارجية والمنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث تعرقل السياسة الأمريكية مصالح الشعوب العربية في الحصول على التقنيات المتطورة التي تسهم في تطويرها وتقليص الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة. وقد تجسد ذلك في العديد من السياسات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية للضغط على دول الجنوب، بما في ذلك الدول العربية، لتقليص أو قطع التعاون التكنولوجي مع الصين. وتُستخدم أساليب متنوعة من الضغط، مثل التهديد بفرض عقوبات أو قطع العلاقات، لتحقيق هذا الهدف. من أبرز الأمثلة على ذلك الضغوط التي مارستها واشنطن على بعض الجامعات مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) والشركات التقنية في الخليج لتقليص تعاونها مع المؤسسات الصينية، تحت ذريعة استخدام الصين لهذه الشراكات للحصول على الرقائق والمعدات التكنولوجية المتقدمة الأمريكية. ( EPC،2024)

ونظرًا لاعتماد اقتصادات الدول الخليجية على الوقود الأحفوري، وسعيها الحثيث نحو تنويع اقتصاداتها من خلال التحول الرقمي، فإنها أصبحت بحاجة ماسة إلى تطوير صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي. ولأن الرقائق تُعد جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الرقمية، فقد أقامت هذه الدول شراكات استراتيجية مع المؤسسات الصينية والمهندسين المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد دفع ذلك الولايات المتحدة إلى تكثيف تدقيقها في آليات التعاون بين دول المنطقة والصين. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة توسيعًا للإجراءات الرقابية على تصدير أشباه الموصلات، والمواد، والمعدات اللازمة لإنتاج الرقائق إلى الصين، مما شمل أيضًا منطقة الخليج.

ولاحقاً تبين إن الإمارات والمملكة العربية السعودية كانت من بين الدول التي بدأ فرض الحصار حولها بهدف إبعادها عن فضاء الشركات الصينية. حيث تلقت الشركات الأمريكية التي تتعامل مع الشركات الخليجية إنذاراً من وزارة التجارة الأمريكية يُفيد بإنها باتت تتطلب ترخيصًا خاصًا لبيع شرائح A100 وH100  في بعض دول الشرق الأوسط.( MECouncil،2024)

وحاولت الدول الخليجية الالتفاف على هذه الإجراءات القسرية، حيث اضطرت الأمارات العربية المتحدة بتقديم تعهدات شملت تأمين مراكز بياناتها وإزالة الأجهزة الصينية التي تحتوي (حسب زعم الإدارة الأمريكية) على ثغرات أمنية خلفية. بالإضافة إلى ذلك تعهدت بفحص العملاء والموظفين ومراقبة كيفية استخدام المشترين للرقائق.(BBC Arabic ،2025)

ويرى دينغ لونغ، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، إن التعاون الصيني العربي وخاصة الاماراتي قد تعرض للتدخل والتقويض من قبل الولايات المتحدة دون سبب، وتكبدت العديد من الشركات ذات الصلة خسائر فادحة، وأضاف لقد أجبرت الولايات المتحدة شركة G42التكنولوجية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، على التخلي عن التعاون مع الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي. (صحيفة الشعب،2024).

6 الخاتمة

ختامًا، ومن خلال مراجعة شاملة للتعاون الثنائي بين الجانبين العربي والصيني في مجال الذكاء الاصطناعي، يتضح أنه على الرغم من حداثة انطلاقه، فقد شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الثلاث الماضية، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الطرفين. ويظهر أن هذا التعاون يتخذ شكلًا منهجيًا، حيث ينطلق من أطر المبادرات المشتركة، ليتم ترجمته إلى خطط تعاون متكاملة تتوافق مع الرؤى الاستراتيجية لخطط التنمية في البلدان العربية التي تدعمها الصين. تسعى الصين من خلال هذا التعاون إلى تعزيز القدرات الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في الدول النامية بما فيها الدول العربية، بهدف تمكينها من الاستفادة من هذه التكنولوجيا المتقدمة وسد الفجوة المعرفية القائمة. ورغم التحديات العديدة التي تواجه هذا التعاون، إلا أن تطوره المستمر بدأ يظهر ثماره، حيث تواصل النتائج الملموسة والمنفعة المتبادلة بين الجانبين في الظهور بشكل تدريجي.

————————

المراجع

  1. المركز المصري للدراسات الاستراتيجية. (2024). الذكاء الاصطناعي في مصر الأطـر التنظيمـية القائمة ومتطلبــات تحقيق المستهدفات
    https://idsc.gov.eg/upload/DocumentLibrary/AttachmentA/10384/4.pdf
  2. المركز المصري للدراسات الاستراتيجية. (2024). تجارب دولية بارزة لدعم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي https://idsc.gov.eg/Studies%20and%20Policy%20Papers/details/10377
  3. وزارة العدل المغربية. (2025). رأي المجلس الاقتصادي حول الذكاء الاصطناعي.
    https://adala.justice.gov.ma/api/uploads/2025/01/07/%D8%B1%D8%A7%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%20%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-1736239735227.pdf
  4. منتدى باريس للسلام. (2022). Beyond the North-South Fork on the Road to AI Governance.
    https://parispeaceforum.org/app/uploads/2022/04/ar-beyond-the-north-south-fork-on-the-road-to-ai-governance.pdf
  5. الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. (2024) مشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة العربية السعودية
    https://sdaia.gov.sa/ar/MediaCenter/KnowledgeCenter/ResearchLibrary/Innovation-Oasis-0909.pdf
  6. Stanford DigiChina. (2017). خطة تطوير الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي في الصين

https://digichina.stanford.edu/work/full-translation-chinas-new-generation-artificial-intelligence-development-plan-2017/

  1. Stanford AI Index. (2024-05). HAI AI Index Report 2024.
    https://aiindex.stanford.edu/wp-content/uploads/2024/05/HAI_AI-Index-Report-2024.pdf
  2. صحيفة الرياض. (2025). مطاردة مثيرة بين الجامعات الصينية وشركات التكنولوجيا الأميركية
    https://www.alriyadh.com/2114044
  3. BBC Arabic. (2025). ما الذي تسعى الإمارات إلى تحقيقه في مجال الذكاء الاصطناعي؟

https://www.bbc.com/arabic/articles/cvglyp7zgy7o

  1. EPC. (2025). لحظة Deep Seek الصينية.
    https://www.epc.ae/ar/details/brief/lahzat-deepseek-alsiyniya
  2. الوطن أونلاين. (2023). المبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي.
    https://www.alwatanonline.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5/
  3. CGTN Arabic (2024). الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالإجماع قرارا اقترحته الصين لتعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي
    https://arabic.cgtn.com/news/2024-07-02/1807966593573289986/index.html
  4. وكالة أناضول. (2024). الصين تدعو لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة أكثر شمولاً.
    https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%B4%D9%85%D9%88%D9%84%D8%A7-/3268809#!
  5. وكالة الأنباء الإماراتية (وام).(2024).قمة باريس للذكاء الاصطناعي. توافق دولي على نهج أخلاقي وشامل
    https://www.wam.ae/article/15ezv2z-%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%87%D8%AC
  6. وزارة الخارجية الصينية (2016) وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية

https://www.fmprc.gov.cn/ara/zxxx/201601/t20160119_9598170.html

  1. CGTN Arabic. (2021). مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية بشأن أمن البيانات
    https://arabic.cgtn.com/n/BfJEA-cA-HIA/FJCDEA/index.html
  2. تيان جيانينغ (2024). تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك
    https://maaal.com/2024/06/%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8/
  3. تين هينان القاصي. مؤسسة كارينغي للسلام الدولي  (2025). الانخراط المحلي يحدّد معالم البصمة الرقمية للصين في دول الخليجhttps://carnegieendowment.org/posts/2025/01/local-agency-is-shaping-chinas-digital-footprint-in-the-gulf?lang=ar
  4. أخبار الخليج. (2024). تعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في الذكاء الاصطناعي
    https://akhbar-alkhaleej.com/news/article/1368865
  5. EPC. (2024). استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الصينية
    https://www.epc.ae/ar/details/brief/estiratijiat-aldhaka-alaistinaei-alsiynia
  6. حكومة دبي. (2024). “علي بابا كلاود” تطلق مركز تدريب في مدينة دبي
    https://mediaoffice.ae/ar/news/2024/march/25-03/alibaba-cloud-unveils-training
  7. ARA TV. (2022).  الشراكة مع علي بابا للحوسبة السحابية ستدعم رواد الأعمال في السعودية
    https://www.alarabiya.net/aswaq/special-stories/2022/06/06/stc-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9
  8. وزارة الاقتصاد الإماراتية. (2024). الإمارات والصين تتفقان على تعزيز التعاون في قطاعات الاقتصاد https://www.moec.gov.ae/-/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D9%81%D9%82%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9
  9. هيئة الذكاء الاصطناعي الإماراتية. استراتيجية الذكاء الاصطناعي.
    https://ai.gov.ae/ar/strategy/
  10. أخبار الصين والشرق الأوسط. (2023). معضلة الشرق الأوسط في الأزمة التقنية.
    https://alsin-alsharqalawsat.com/analysis/%D9%85%D8%B9%D8%B6%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%83%D9%86%D9%88%D9%84%D9%88/
  11. الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. (2020). الوثيقة الاستراتيجية
    https://sdaia.gov.sa/ar/SDAIA/SdaiaStrategies/Documents/BrochureNSDAISummit.pdf
  12. الوئام. (2024). طفرة كبرى تنتظر الاقتصاد الرقمي في السعودية.
    https://www.alweeam.com.sa/1025000/2024/%D8%B7%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%82%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3/
  13. الجزيرة. (2023). (كاكست) توقع مُذكرة تفاهم لتصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية
    https://www.al-jazirah.com/2023/20230613/ec1.htm
  14. asas.ai. .(2024). تقديم AceGPT: نموذج اللغة العربية المراعي للثقافة
    https://asas.ai/?p=69
  15. News.cn Arabic. (2024). هواوي تطلق مبادرات لتوفير بنية تحتية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في السعودية
    https://arabic.news.cn/20240903/0302b511307f425dbde7e46c98e70f20/c.html
  16. منصة مكة. (2025). لتعزيز تجربة الحج تعاون حديد بين شركتي زين و هواوي
    https://meccaalbaraka.com/%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%83/
  17. MECouncil. (2024). رقائق الذكاء الاصطناعي بين المنافسة و الرقابة الأمريكية على تصديرها إلى دول الخليج
    https://mecouncil.org/ar/publication/%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9-%D9%88/
  18. صحيفة الشعب. (2024). عرقلة التبادلات والتعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية لن يحظى بشعبية
    http://arabic.people.com.cn/n3/2024/0219/c31657-20134602.html
  19. BBC Arabic . (2025). “ديب سيك”: أسرار وراء روبوت الدردشة الصيني الجديد، فما هي؟
    https://www.bbc.com/arabic/articles/cwyjnx41v7vo
  20. Reuters. (2025). أطلقت شركة Baidu الصينية نموذج Ernie AI المحدث في منتصف مارس

https://www.reuters.com/technology/artificial-intelligence/chinas-baidu-launch-upgraded-ai-ernie-model-mid-march-source-says-2025-02-27/

  1. MEPEI (2024)- يوان، سييتشي. العلاقات الصينية – الإماراتية في الذكاء الاصطناعي. https://mepei.com/china-uae-relations-in-artificial-intelligence/

 

中阿在人工智能领域的合作:机遇与挑战

萨米·阿卜·阿西

:本研究探讨了人工智能的概念及其在全球技术变革中的作用,特别强调了中国在该领域所取得的先进能力。研究进一步讨论了中阿合作——尤其是与阿拉伯联合酋长国和沙特阿拉伯之间——在海湾国家数字化转型背景下所面临的机遇与挑战。

人工智能被视为类似于电力在工业革命中所扮演的角色,因为它不仅推动了创新,还对经济增长产生了显著影响。鉴于海湾国家正致力于摆脱对石油经济的依赖并转型为数字经济,中国通过技术转移、本地化应用、能力建设以及在战略性合资项目中的投资,已成为这一转型进程中的关键参与者。

然而,这一合作关系面临诸多挑战,其中最显著的是美国政府为遏制中国影响力而采取的行政政策,这些政策旨在通过制裁、减少合作乃至中断关键半导体芯片的供应,对阿拉伯国家的技术市场施加限制。

本研究得出的结论是,中国在人工智能领域的存在构成了一种不可忽视的战略现象,且预计中阿双方的合作将持续扩大。潜在的经济和技术效益有望促使阿拉伯国家进一步加强和发展这一合作关系,从而提升其技术能力,实现发展目标。

关键词: 人工智能;中国;阿拉伯国家;技术合作。

 ———

الدكتور سامي أبو عاصي: جامعة الدراسات الدولية في بكين – كلية الدراسات الشرق أوسطية      

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق