هل تخفف زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل التوترات بين البلدين؟

قسم الأخبار الدولية 22/10/2025
طرحت زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، إلى إسرائيل تساؤلات حول إمكانية أن تسهم في تخفيف التوترات التي شابت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل عامين. فقد مثلت الزيارة، التي جاءت في إطار جهود الوسطاء لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، تحركاً دبلوماسياً وأمنياً رفيع المستوى بعد أشهر من الفتور والاتهامات المتبادلة.
والتقى رشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، حيث بحث الطرفان، وفق بيان مكتب نتنياهو، سبل «تعزيز السلام» بين البلدين وتطوير التنسيق الأمني في الملفات الإقليمية، وعلى رأسها غزة. ويُنظر إلى الزيارة كاختبار حقيقي لاستعادة الثقة المتبادلة، خصوصاً بعد الخلافات التي فجرها سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا، ورفض مصر التعامل مع هذا التطور بوصفه «أمراً واقعاً».
ويشير محللون إلى أن زيارة رشاد تمثل عودة قنوات التواصل المباشر إلى مستواها التقليدي، بعد تراجع العلاقات الدبلوماسية وغياب التنسيق خلال الأشهر الماضية. ويرى الخبير العسكري العميد سمير راغب أن القاهرة اختارت «اختراق دائرة القرار في إسرائيل» من خلال التواصل مع نتنياهو نفسه، نظراً لطبيعة قراراته المركزية في إدارة الملفات الأمنية.
من جهته، أكد النائب يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن الزيارة جاءت لتفادي انفجار جديد في الميدان، في ظل خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار وتعثر المرحلة الثانية التي تشمل إعادة الإعمار وترتيب الوضع في القطاع. وأوضح أن القاهرة تراهن على هذا المسار التفاوضي قبل مؤتمر إعادة إعمار غزة المزمع عقده في نوفمبر المقبل.
ورغم الانتقادات التي وجهتها وسائل إعلام إسرائيلية لمصر بشأن ترتيباتها الأمنية في سيناء، فإن القاهرة حافظت على خطاب متزن، مؤكدة أن انتشار قواتها يهدف فقط إلى تأمين الحدود ومنع الإرهاب والتهريب. وتوحي مجمل المؤشرات بأن زيارة رئيس المخابرات المصرية تمثل بداية مرحلة جديدة من الانفتاح الحذر، في محاولة لإعادة ضبط العلاقات مع تل أبيب وتوجيهها نحو استقرار إقليمي أوسع، يربط بين تثبيت الهدنة في غزة وإحياء مسار السلام.