نزع السلاح غير الشرعي في الشرق الأوسط يبدأ من غزة ويتجه نحو لبنان في ضوء خطة ترمب

قسم الأخبار الدولية 10/10/2025
تابع لبنان الرسمي عن كثب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في محاولة لفهم ما إذا كانت تداعياته ستشمل الجنوب اللبناني، خاصة مع إعادة طرح الخطة الأميركية التي أعدها الرئيس دونالد ترمب، والتي لاقت تأييداً عربياً ودولياً وإسلامياً واسعاً. وتستهدف الخطة، وفق مصادر سياسية، نزع السلاح غير الشرعي من المنطقة تدريجياً، بدءاً من غزة وصولاً إلى لبنان، عبر تطبيق القرار الدولي 1701 الذي ينص على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
ورأت مصادر دبلوماسية أن نجاح وقف الحرب في غزة مثّل نقطة تحول دفعت الأطراف المعنية إلى إعادة النظر في مستقبل الجنوب اللبناني، حيث يسعى الجيش اللبناني إلى توسيع انتشاره جنوب الليطاني بمؤازرة قوات «اليونيفيل»، في إطار خطة أمنية تهدف إلى بسط سيادة الدولة ومنع استخدام السلاح خارج مؤسساتها الرسمية. وأشارت المصادر إلى أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للانسحاب من بعض التلال التي ما زالت تحتفظ بها، بما يتيح للجيش اللبناني استكمال بسط سلطته على كامل الأراضي الجنوبية.
وفي المقابل، دعا مراقبون «حزب الله» إلى الانخراط الفعلي في مشروع الدولة، معتبرين أن الظرف الإقليمي الجديد يجبره على مراجعة مواقفه، خاصة بعد أن اضطر إلى تعديل موقفه من الخطة الأميركية تحت تأثير ضغوط طهران، التي تجنبت معارضتها تفادياً لأي توتر مع الدول الداعمة لها. ويبدو أن الحزب بدأ بالفعل في التعاون الميداني مع الجيش اللبناني رغم استمرار خطابه السياسي المتحفظ.
ورغم غياب اليقين حول شمول لبنان بخطة ترمب، أكدت مصادر وزارية أن الحكومة اللبنانية تمضي في تنفيذ مبدأ «حصرية السلاح» على مراحل، بالتوازي مع حوار داخلي بين رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وقيادات من «حزب الله» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري. وتوقعت هذه المصادر أن يسهم هذا المسار في تهدئة الوضع جنوب الليطاني وفي تعزيز سلطة الدولة تدريجياً.
ورجّحت المصادر أن يمتد تأثير خطة ترمب من غزة إلى لبنان، في إطار مشروع أوسع لنزع السلاح الميليشياوي من الشرق الأوسط، مع الإبقاء على الضغوط الأميركية والإسرائيلية على الحزب دون الانزلاق إلى حرب شاملة. واعتبرت أن ما تحقق حتى الآن يمثل خطوة حذرة نحو إعادة رسم معادلات الأمن الإقليمي وتكريس مبدأ الدولة الواحدة والسلاح الشرعي الواحد في لبنان والمنطقة.