آسياأخبار العالمبحوث ودراسات

التكنولوجيا المدنية والذكاء الإصطناعي في خدمة الجيش الصيني

في تحول استراتيجي لافت، يكشف تقرير صادر عن مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة (CSET)  بجامعة جورج تاون كيف يستغل جيش التحرير الشعبي الصيني التكنولوجيا المدنية، وخاصة الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدراته العسكرية ومنافسة الولايات المتحدة.

التقرير، الذي نشر في سبتمبر 2025، يعدّ من أكثر الدراسات تفصيلًا حول عقود الذكاء الاصطناعي في الصين، ويعكس كيف يمكن للاندماج العسكري المدني أن يعيد تشكيل موازين القوة العالمية.

قاعدة بيانات ضخمة تكشف نمطًا منهجيًا

قبل عرض الأرقام، من المهم فهم السياق: الصين لا تعتمد فقط على شركات الدفاع التقليدية بل توسّع شبكتها لتشمل الموردين المدنيين والجامعات.

ولقد حلل التقرير 2857 إعلانًا لمنح عقود بين يناير 2023 وديسمبر 2024.

كما حدد 1560 موردًا فازوا بعقد واحد على الأقل، و338 جهة حصلت على منح متكررة.

صنّف الموردين إلى:

  • شركات مملوكة للدولة
  • ومؤسسات بحثية
  • موردين غير تقليديين (مدنيين، ناشئين، مزدوجي الاستخدام)

“هذا التنوع في الموردين يعقّد ضوابط التصدير ويربك جهود التدقيق الغربية”

الاندماج العسكري المدني: سياسة تسليح شاملة

تتبنى بكين سياسة “الاندماج العسكري المدني” كنهج استراتيجي لتحويل الابتكار المدني إلى قوة عسكرية قابلة للنشر بسرعة.

التأثير التشغيلي: الذكاء الاصطناعي على الخطوط الأمامية

قبل عرض البنود، من المهم إدراك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد محصورًا في المختبرات.  بل أصبح جزءًا من العمليات الميدانية.

أبرز الكيانات المستفيدة:

الكيان

نوعه

عدد العقود

CETC

شركة مملوكة للدولة

الأعلى قيمة

CASC

شركة فضاء حكومية

عقود للطائرات بدون طيار

NORINCO

شركة أسلحة

عقود تسليحية

CSSC وAVIC

شركات صناعات بحرية وجوية

عقود أنظمة فرعية

 

  • الموردون غير التقليديون حصلوا على عدد أكبر من العقود، رغم انخفاض قيمتها.
  • يركز هؤلاء على البرمجيات، الأنظمة الفرعية، وخدمات البيانات.

التأثير التشغيلي: الذكاء الاصطناعي على الخطوط الأمامية

قبل عرض البنود، من المهم إدراك أن الذكاء الاصطناعي لم يعد محصورًا في المختبرات  بل أصبح جزءًا من العمليات الميدانية.

أبرز التطبيقات التشغيلية:

  • القيادة C4ISR: والسيطرة والاتصالات والاستطلاع، مع دمج البيانات والمحاكاة.
  • الطائرات بدون طيار: تجهيز أسراب ISR بحمولات مخصصة، وتحقيق تصحيحات إطلاق النار خلال ثوانٍ.
  • المحاكاة: أدوات تدريب واقعية لفرق FPV، ومحركات رسم خرائط فورية.

“الذكاء الاصطناعي يسرّع دورة الاكتشاف والتصنيف والاستجابة، مما يُقلل من زمن القرار التكتيكي”

الموردون غير التقليديين: مرونة وتكرار تكتيكي

يجدر التنويه إلى أن الموردين المدنيين لا يكملون فقط الشركات الكبرى، بل يضيفون قدرات جديدة.

مساهماتهم تشمل:

  • وحدات رؤية مدمجة ومعالجة صوتية.
  • أدوات محاكاة متعددة المنصات.
  • خدمات تكامل البيانات.
  • محركات رسم خرائط فورية بعد التحليق.

النتائج التكتيكية:

  • زيادة كثافة “العيون” على الأرض.
  • توسيع فرص إطلاق النار
  • تحسين التوجيه الطرفي.
  • تسريع التدريب والتحقق.

نموذج الشراء: مناورة على مستوى السرية واللواء

قبل عرض النقاط، من المهم فهم كيف يغيّر هذا النموذج ديناميكيات المعركة

على مستوى السرية والكتيبة:

  • إطلاق نظام جوي مصغّر.
  • الكشف والتصنيف محليًا.
  • إرسال الإحداثيات وإطلاق النار.
  • تصحيح عبر تغذية راجعة بالفيديو.

على مستوى اللواء ومسرح العمليات:

  • توحيد أجهزة الاستشعار غير المتجانسة.
  • تحسين تخطيط إطلاق النار.
  • تعزيز التنسيق حتى في ظل التشويش.

الاقتصاد السياسي: شبكة الموردين تُعقّد الرقابة الغربية

لا يقتصر الأمر على التكنولوجيا، بل يمتد إلى البنية الاقتصادية والسياسية التي تسهّل هذا النموذج.

ملاحظات رئيسية:

  • زيادة في عدد وقيمة الجوائز بين مايو وديسمبر.
  • تركّز الموردين في بكين، مع تجمعات في جيانغسو وسيتشوان وشنشي وغوانغدونغ.
  • الموردون غير التقليديون يُمثلون 75% من الكيانات المدروسة.
  • غياب العقوبات المتكررة يُصعّب فحص تدفقات التكنولوجيا.

 الذكاء الاصطناعي كقوة مضاعفة

ما يكشفه تقرير CSET هو أن الصين لا تطوّر الذكاء الاصطناعي فقط، بل تعيد هندسة جيشها حوله عبر شبكة من الموردين المدنيين، وسياسة اندماج عسكرية مدنية، ونموذج شراء مرن، يُمكن لجيش التحرير الشعبي الصيني أن يحقق قفزات تشغيلية سريعة، ويعقّد استجابة الخصوم.

في المقابل، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إعادة تقييم سياسات الرقابة، وتطوير نماذج أكثر مرونة لمواكبة هذا التحول. فالمنافسة لم تعد فقط في عدد الطائرات أو الصواريخ، بل في سرعة التحديث، ومرونة الشبكات، وقدرة الذكاء الاصطناعي على تحويل كل وحدة إلى مركز قرار مستقل.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق