كيف ضغط ترامب على نتنياهو للقبول بخطة غزّة؟

قسم الأخبار الدولية 06-10-2025
صحيفة “فايننشال تايمز”، تتحدث عن ضغوط مباشرة، يمارسها الرئيس الأميركي على نتنياهو لوقف الحرب على غزة فوراً وقبول خطة سلام تشمل مساراً نحو دولة فلسطينية.
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، عن تفاصيل ضغوط غير مسبوقة مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب على غزة، وفتح الطريق نحو ما وصفته الوثيقة بـ”مسار موثوق” نحو دولة فلسطينية.
وبحسب الصحيفة، فإن الخطة التي دفع بها ترامب جاءت نتيجة تنسيق واسع قادته قطر والمملكة العربية السعودية، مستفيدين من غضب الرئيس الأميركي إزاء العدوان الإسرائيلي على الدوحة الذي استهدف قيادات من حركة حماس، أثناء تواجدهم للتفاوض حول وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب استثمر علاقته الشخصية بعائلات الأسرى، وحرص على إبراز دوره كمنقذ للمنطقة، في وقت كان يسعى فيه لتحقيق إنجاز يُقربه من جائزة نوبل للسلام، تزامنًا مع الذكرى الثانية لعملية 7 أكتوبر.
لكن نتنياهو، الذي كان يحاول التخفيف من بنود الخطة، فوجئ بإحاطة البيت الأبيض بفريق فني قطري، وبتشديد أميركي على ضرورة الالتزام بالنص، دون محاولات “التحايل” أو الالتفاف على الالتزامات، خاصة في ما يتعلق بوقف الحرب وعدم تجددها.
وأظهرت الخطة تناقضاً صارخاً مع توجهات اليمين الإسرائيلي وفق الصحيفة، إذ استبعدت التهجير القسري، وسمحت لسكان غزة بالمغادرة والعودة بحرية، وطرحت عفواً عن مقاتلي حماس بشروط. كما نصت على منع الاحتلال والضم، وعودة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات، في خطوة تتعارض مع خطاب نتنياهو.
لقاء ترامب-نتنياهو ونتائجه
وأشارت الصحيفة إلى أحد المشاهد اللافتة في اللقاء الذي جمع نتنياهو بترامب في البيت الأبيض، إجباره على تقديم اعتذار هاتفي لرئيس وزراء قطر، في ما وصفه مصدر مطلع بـ”فيديو رهينة”، مشيراً إلى حجم الإذلال السياسي الذي تعرض له نتنياهو في تلك اللحظة.
وأضافت أنّ خطة ترامب تُشكّل اختباراً للعلاقة بين “تل أبيب” وواشنطن، وتكشف حجم التحول في موازين القوى، حيث “لم يعد بإمكان نتنياهو، التفوق على الرئيس الأميركي كما اعتاد مع من سبقوه”.
وذكرت “فايننشال تايمز”، أنّه “في وقت سابق من هذا العام، فاجأه ترامب بإعلانه أن الولايات المتحدة تُجري محادثات غير مباشرة مع إيران، ثم أحرجه بتذكيره بأن إسرائيل مدعومة بمليارات الدولارات من المساعدات الأميركية”.
وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة: “القاعدة العامة هي أن مصالح دونالد ترامب تأتي أولاً”.
وأضاف: “قبل ترامب، وسّع نتنياهو المستوطنات رغم اعتراضات أوباما، وأبطأ وتيرة محادثات السلام في عهد كلينتون ومع بايدن الذي قال مقولته الشهيرة: لا، لا، لا – وإسرائيل فعلت ذلك”.
كما أشار أورين في هذا السياق إلى أنّه “مع دونالد ترامب، عندما يقول لا، فأنت لا تفعل”.
وروّج نتنياهو في “إسرائيل” لمقترحات ترامب على أنها انتصار، ولكن يوم الجمعة، عندما اختارت حماس الجزء الأكثر جاذبية من الصفقة – إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، أحياءً وأمواتاً، في غضون 72 ساعة متجاهلةً العناصر الأكثر إثارة للجدل، وجد نتنياهو نفسه محاصراً”، على حدّ قول أورين.
وبعد ردّ حركة حماس يوم الجمعة، وجّه ترامب أمراً واضحاً إلى حكومة الاحتلال، بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة “فوراً.
وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي، في تقرير أكّده لاحقاً، مسؤول إسرائيلي في اتصال هاتفي بين ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنّ الأخير حاول التشكيك في موقف الحركة، واعتبر قبولها المشروط مجرد “تكتيك للمماطلة”، إلا أن ترامب قاطعه بحدة قائلاً: “لماذا أنت متشائم إلى هذه الدرجة؟”.
وبعد أيام من الاتصال، أكّد ترامب في حديث إلى “القناة 12” الإسرائيلية، أن إقناع نتنياهو بقبول الوضع لم يكن بالأمر الصعب، وأضاف: “كان راضياً عن الأمر. يجب أن يكون راضياً عنه. ليس لديه خيار آخر. معي، يجب أن تكون راضياً”.