الشعب التونسي يأمل في اتمام الشركة الصينية لمشروع جسر بنزرت الجديد

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 03-10-2025
يُعد جسر بنزرت الجديد في تونس، الذي بنته شركة صينية، أكبر مشروع بنية تحتية قيد الإنشاء في البلد الإفريقي، منذ بدء بنائه في يوليو 2024، أصبح المشروع محط أنظار الشعب التونسي، الذين يتوقون إلى إتمام المشروع بنجاح وإيجاد حل لمشاكل المرور المحلية.
وصرح حسن سوسو، رئيس موقع تونس الرقمية، أكبر موقع إلكتروني للأعمال والأخبار في تونس، لوكالة أنباء شينخوا بأن “مشروع جسر بنزرت الجديد” أصبح مصطلح بحث رائجًا بين مستخدمي الإنترنت المحليين، وتحظى المقالات المتعلقة بهذا المشروع باهتمام كبير ونسبة قراءة ومشاهدة عالية باستمرار في الأخبار العامة التونسية.
وتقسم قناة بنزرت مدينة بنزرت إلى شمال وجنوب، لا يوجد سوى جسر واحد عبر القناة وهو جسر بنزرت المتحرك الذي بُني في عام 1980. وبسبب ارتفاعه غير الكافي، يُغلق الجسر بشكل دوري يوميًا لرفع السطح لسماح مرور السفن. مع تطور المدينة، ازداد الازدحام المروري، وغالبًا ما تمتد طوابير المركبات التي تنتظر عبور الجسر لعدة كيلومترات. يضطر العديد من السكان المحليين إلى سلوك طريق بديل لمسافة أكثر من 60 كيلو مترًا للوصول إلى الجانب الآخر من القناة، الذي لا يبعد سوى بضع مئات من الأمتار.
وأكد مروان حميدي، وهو يشتغل في قطاع السياحة في بنزرت، لشينخوا، أن منطقة بنزرت تتمتع بشواطئ رائعة، لكن ملايين السياح الأجانب الذين يزورون تونس كل صيف نادرًا ما يزورونها لأن حركة المرور تُشكل مشكلة كبيرة، فتح تطبيق خرائط وقال “انظروا، جسر بنزرت المتحرك يظهر دائمًا ازدحامًا باللون الأحمر باستثناء وقت متأخر من الليل”.
ومع ذلك، فإن حميدة متفائل جدًا بالمستقبل. وقال “بعد اكتمال الجسر الجديد، ستزول الاختناقات المرورية، يمكن للسياح الأجانب تسجيل الوصول في فنادق بنزرت بعد ساعة من وصولهم إلى العاصمة تونس. ستصبح هذه المدينة مركزًا سياحيًا تونسيًا نابضًا بالحياة. هل تعلم أننا، نحن السكان من المحليين، نُطلق على جسر بنزرت الجديد (جسر الأمل)”.
وصرح وزير التجهيز والإسكان التونسي صلاح الزواري أثناء تفقده لمشروع الجسر في شهر يوليو الماضي بأنه يُعد حاليًا أهم مشروع بناء في تونس، حققت الشركة الصينية تقدمًا ملموسا خلال العام الماضي منذ انطلاقها، وبفضل الجهود المشتركة لكل من الطرفين التونسي والصيني، من المتوقع اكتمال المشروع في الموعد المحدد عام 2027.
وفي نهاية سبتمبر الماضي، لاحظ مراسل شينخوا في موقع مشروع الجسر اكتمال معظم أعمال أساسات الركائز البرية، امتد رصيفان فولاذيان لعشرات الأمتار من الضفتين الشمالية والجنوبية لقناة بنزرت إلى وسط القناة، تحركت المعدات الميكانيكية لنقل وتركيب الأقفاص الفولاذية الكبيرة والأنابيب الفولاذية الضخمة على طول الرصيف إلى منصة الماء، كان العمال الصينيون والتونسيون مشغولين لأعمال القطع واللحام والرفع.
وصرح يو يي تشيانغ، المدير العام لمشروع جسر بنزرت الجديد لشركة “سيتشوان لبناء الطرق والجسور المحدودة” لوكالة أنباء “شينخوا” في الأسبوع الماضي، بأن المشروع حقق 8.1 في المائة من قيمة إنتاجه و14 في المائة من أعمال بناء أساساته، والخطوة التالية هي إكمال أساسات الجسر والبنية التحتية في المياه.
وأضاف يو أن الحكومة التونسية والشعب التونسي يهتمان للغاية بهذا المشروع، وأن الشركات الصينية ستعمل بشكل وثيق مع جميع الأطراف لضمان اكتمال الجسر في النصف الثاني من العام 2027.
وخلال مرور بوسط مدينة بنزرت، لاحظ المراسل توقف السائقين المحليين لإفساح المجال للسيارات الصينية، ولوح المشاة على جانب الطريق بحماس.
وقال يو إن الشعب التونسي يرحب بشدة بالمشروع، السكان من المحليين يتحمسون جدًا لموظفي الشركة الصينية، حيث سيسهل اكتمال الجسر التنقل بين الضفتين بشكل كبير ويساهم في تطوير مختلف المجالات المحلية.
لم يسعي هذا المشروع إلى تحويل “حاجز طبيعي” إلى “طريق سريع” فحسب، بل تدخل الشركة الصينية عددًا من تقنيات البناء الجديدة وحماية البيئة التي لم تُستخدَم سابقًا في تونس، مما أدى إلى ارتفاع مستوي البناء المحلي.
وأوضح المدير يو أن الشركة الصينية أدخلت أغطية غبار نبضية ومصنع خلط خرسانة مغلق بالكامل ومدفع الضباب بنصف قطر تغطية يصل إلى 50 مترا لمنع تسرب الأسمنت وتلوث الهواء، علاوة على ذلك، استخدمت الشركة الصينية خطة بناء جسر ومنصات فولاذية، ومعدات فحص آبار ذكية، ونظام تبريد لأساسات الخوازيق لضمان سير العمل بسلاسة.
وأعرب يو عن أمله في أن تُخلق الشركة الصينية خلال بضع سنوات، ليس جسرًا رائعًا فحسب، بل أيضًا عددًا من الحلول والمعايير الصينية التي يمكن أن تُشكّل مرجعًا للآخرين، مما يُسهم في التنمية الاقتصادية والبناء في تونس.
المصدر وكالة شينخوا