انعكاسات المؤشرات الاقتصادية المتباينة والمخاطر السياسية على أداء الأسواق المالية الأوروبية

قسم الأخبار الدولية 2025/09/30
شهدت البورصات الأوروبية صباح الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، تذبذبًا طفيفًا وسط أجواء حذرة تسود الأسواق العالمية، في ظل صدور مؤشرات اقتصادية متباينة من أوروبا والصين، واشتداد المخاوف من حدوث إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، فيما واصل الذهب صعوده ليسجل مستويات قياسية جديدة.
فقد تراجع مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 0.47% إلى مستوى 7,843.45 نقطة بحلول الساعة 07:35 بتوقيت غرينتش، بينما خسر مؤشر FTSE 100 البريطاني 0.09%، وتراجع مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.10%. وانخفض مؤشر EuroStoxx 50 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.27%، وFTSEurofirst 300 بنسبة 0.17%، في حين هبط مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.19%، متأثرًا خاصة بأداء قطاع الطاقة.
مؤشرات اقتصادية متباينة
جاء أداء الأسواق في أعقاب صدور بيانات اقتصادية غير مشجعة، حيث سجلت مبيعات التجزئة في ألمانيا تراجعًا مفاجئًا خلال شهر أغسطس، في حين أُكد نمو الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا بنسبة 0.3% في الربع الثاني من العام.
وفي فرنسا، أظهرت بيانات المعهد الوطني للإحصاء (Insee) تسارع وتيرة التضخم المنسق (CPI) إلى 1.1% على أساس سنوي في سبتمبر، بينما انخفضت أسعار المنتجين (PPI) بنسبة 0.2% في أغسطس.
أما في الصين، فقد أظهرت مؤشرات مديري المشتريات (PMI) صورة متباينة لأداء قطاع التصنيع، بين الأرقام الرسمية وبيانات مؤسسة Caixin الخاصة، ما ساهم في تعزيز حالة عدم اليقين حول تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
قلق من “Shutdown” أمريكي
على الجانب الآخر من الأطلسي، تترقب الأسواق تطورات أزمة تمويل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مع اقتراب انتهاء المهلة القانونية لتمرير ميزانية العام المالي الجديد يوم الأربعاء 1 أكتوبر.
وقد صرح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بأن الحكومة “تبدو متجهة نحو إغلاق”، في ظل غياب تقدم يُذكر في المفاوضات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد يؤدي الإغلاق إلى توقف مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين عن العمل، وتعطيل واسع في الخدمات، مع تداعيات محتملة على سعر الدولار وزيادة التذبذب في الأسواق.
الذهب عند أعلى مستوياته تاريخيًا
في ظل هذه الأجواء المتوترة، واصل الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، صعوده ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا بلغ نحو 3,880 دولارًا للأونصة، متجهًا لتحقيق أفضل أداء شهري له منذ 16 عامًا.
أبرز تحركات الأسهم
من بين أبرز تحركات الأسهم، قفز سهم Valneva الفرنسية بنسبة 5.59%، بعد إعلانها عن نتائج إيجابية للقاحها ضد فيروس شيكونغونيا، حيث بلغت نسبة الاستجابة المناعية 95% بعد أربع سنوات من تلقي جرعة واحدة فقط.
في المقابل، هوى سهم شركة الأزياء البريطانية عبر الإنترنت ASOS بنسبة 9.04% بعد إصدار تحذير بشأن تراجع مبيعاتها السنوية.
تراجع في قطاعات الطاقة والرعاية الصحية
سجّل قطاع الطاقة في أوروبا انخفاضًا بنحو 1%، مع تراجع سهم TotalEnergies بنسبة 1.90% وBP بنسبة 0.80%، وسط مخاوف من وفرة المعروض في السوق النفطي. كما تأثر قطاع الرعاية الصحية، حيث تراجع سهم عملاق الأدوية الدنماركي Novo Nordisk بنسبة 1.74%.
تُظهر هذه التحركات في الأسواق أن المستثمرين باتوا يتخذون مواقف أكثر حذرًا في مواجهة ضغوط اقتصادية متعددة، تشمل تباطؤًا محتملاً في النمو، وتصاعد التوترات السياسية، وتذبذب في السياسات النقدية العالمية. ومع اقتراب نهاية الربع الثالث من عام 2025، يبدو أن الأسواق المالية في وضع ترقّب لمستجدات قد تحدد مسارها في الأشهر القادمة.