المقاومة الفلسطينية تحوّل تهديد المسيّرات الإسرائيلية إلى فرصة استراتيجية للاستخبارات والمواجهة

قسم الأخبار الدولية 30/09/2025
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى قبل نحو عامين، برزت المسيّرات والطائرات الصغيرة المسيّرة (FPV وQuadcopter) كأحد التحديات العسكرية الكبرى التي تواجه محور المقاومة، ليس فقط من قبل الكيان الإسرائيلي بل وأيضًا في مناطق نزاع أخرى حول العالم. وقد دفعت هذه التطورات القوات الأميركية إلى إنشاء وحدة عسكرية متخصصة للطائرات بدون طيار، في خطوة تعكس إدراك واشنطن لأهمية هذا المجال، بينما سعت إلى تعزيز قدراتها في المنطقة عبر مناورات واسعة مثل “الرمال الحمراء” بمشاركة السعودية.
على الصعيد الميداني، استطاعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تحويل هذا التهديد إلى فرصة، عبر تطوير خبراتها في التصدي للمسيّرات الإسرائيلية. فقد نجحت كتائب القسام وسرايا القدس في إسقاط أو السيطرة على طائرات إسرائيلية عدة، واستخدام بياناتها الاستخباراتية، وهو ما أكدته مصادر عسكرية إسرائيلية، إذ وصف أحد الضباط المسيّرات بأنها تحولت إلى أداة لجمع المعلومات ضد جيش الاحتلال نفسه.
وتستخدم إسرائيل مجموعة متنوعة من المسيّرات، منها “سبايك فايرفلاي” الانتحارية، و”سويتش بليد 600″ الأميركية، و”سكاي لارك” و”لانيوس” الإسرائيلية، إضافة إلى مسيرات DJI الصينية المعدلة. وتملك هذه الطائرات قدرات هجومية واستطلاعية متقدمة، ما يجعلها أدوات فعالة في الحروب الحديثة.
لمواجهة هذا التهديد، اعتمدت المقاومة عدة آليات، منها التشويش الإلكتروني، والاعتراض الناري باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى استخدام الشباك ونظم اعتراض غير قاتلة لاحتجاز المسيّرات والسيطرة عليها بعد سقوطها.
تعكس هذه المعركة الميدانية قدرة محور المقاومة على تحويل التحديات التكنولوجية إلى فرص استراتيجية، ما يضيف بعدًا جديدًا للصراع في غزة ويعيد رسم معادلات القوة في المواجهة.