لقاء بين وزيري خارجية الصين وكوريا الشمالية يبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية

قسم الأخبار الدولية 28-09-2025
أجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، وانغ يي، محادثات مع وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، في بكين، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في ضوء التفاهمات الأخيرة بين البلدين.
وأكد وانغ يي أن الصين وكوريا الشمالية “دولتان جارتان تربطهما الجبال والأنهار، وصديقتان تقليديتان”، مشيراً إلى أن الصداقة التاريخية بين الجانبين “صاغها ورعاها قادة الحزبين والدولتين عبر الأجيال، وهي كنز ثمين مشترك”.
وشدد على أن “الحفاظ على العلاقات الصينية الكورية الشمالية وتعزيزها وتطويرها يمثل سياسة استراتيجية ثابتة لدى الحزب والحكومة في الصين”، لافتاً إلى أن الاجتماع الأخير بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رسم مساراً واضحاً لتطوير العلاقات الثنائية.
وقال وانغ يي: “مسؤوليتنا الآن هي تنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه على مستوى القيادة، وتعزيز التواصل الاستراتيجي والتعاون الثنائي، بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين، ويسهم في دعم السلام والتنمية الإقليميين”.
وأطلع الوزير الصيني نظيرته على الأوضاع الداخلية في بلاده، موضحاً أن الصين “تواصل تقدمها في مسار بناء أمة قوية وتجديد شبابها من خلال التحديث وفقاً للنموذج الصيني”.
وأشار إلى أن الصين وكوريا الشمالية “دولتان اشتراكيتان تقودهما أحزاب شيوعية، وتتشاركان في الأهداف والمعتقدات”، معرباً عن رغبة بلاده في “تعزيز تبادل الخبرات في مجال الحوكمة”.
وتطرق وانغ يي إلى المشهد الدولي الراهن، واصفاً إياه بـ”المضطرب والمعقد”، معتبراً أن “تنمّر الدول الكبرى يسبب أضراراً جسيمة”.
وثمّن دعم كوريا الشمالية “الثابت لمصالح الصين الجوهرية”، ودعم مبادرات الرئيس شي جين بينغ بشأن “بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية”، إلى جانب مبادراته حول التنمية العالمية، والأمن، والحضارة، والحوكمة.
وأكد وزير الخارجية الصيني استعداد بلاده “لتعزيز التنسيق والتعاون مع كوريا الشمالية في القضايا الإقليمية والدولية، ومعارضة جميع أشكال الهيمنة، والدفاع عن المصالح المشتركة والعدالة الدولية”.
كوريا الشمالية: مستعدون لتعميق التعاون مع الصين
بدورها، أكدت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، أن الاحتفالات الأخيرة بالذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، أظهرت بشكل كامل الإنجازات التاريخية التي حققتها الصين، إضافة إلى قوتها الوطنية الشاملة ومكانتها الدولية.
وأشارت سون هوي، خلال لقائها نظيرها الصيني، إلى أن الاجتماع التاريخي الأخير بين كبار قادة الحزبين والبلدين “قدّم توجيهاً استراتيجياً ودفعاً قوياً لتعميق العلاقات بين كوريا الديمقراطية والصين، والتي تتمحور حول الاشتراكية في جوهرها”.
ونقلت سون هوي عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تأكيده أن “المشاعر الودية بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والصين لن تتغير، مهما تغيّر العالم”، مشددة على أن موقف بيونغ يانغ “الثابت هو الاستمرار في تعميق وتطوير العلاقات مع الصين”.
وأعربت عن استعداد بلادها “للعمل مع الصين لتنفيذ التوافق الذي توصل إليه كبار قادة الحزبين والبلدين، وتعزيز التواصل الاستراتيجي، وتوسيع التبادلات الودية، وتعميق التعاون العملي، بما يساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد وأعلى”.
وأثنت تشوي على مبادرات الرئيس الصيني، ولا سيما مبادرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، والمبادرات العالمية التي أطلقها مؤخراً، خاصة في مجال الحوكمة العالمية، واعتبرتها “مساهمات مهمة من الصين لدفع بناء عالم متعدد الأقطاب”.
وأكدت دعم بلادها لهذه المبادرات، معربة عن رغبة كوريا الشمالية في “تعزيز التعاون متعدد الأطراف مع الصين، لمقاومة الأحادية وسياسات القوة، والمساهمة في بناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافاً”.
وعبّرت تشوي عن تمنياتها للشعب الصيني بـ”مزيد من النجاح تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني”. وتبادل الجانبان وجهات نظر متعمقة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
أول زيارة منفردة
وكانت تشوي سون هوي، قد وصلت في وقتٍ سابق اليوم إلى بكين، في أول زيارة منفردة لها إلى الصين، وأول اجتماع منفرد لها مع نظيرها الصيني، منذ توليها المنصب، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA).
هذا وقد وصلت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، بكين والتقت نظيرها الصيني وانغ يي لمناقشة نتائج قمة بكين، والمحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وصلت وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، اليوم الأحد، إلى العاصمة الصينية بكين، في أول زيارة منفردة لها إلى البلاد، وأول اجتماع منفرد لها مع نظيرها الصيني وانغ يي، منذ توليها المنصب، وفقاً لوكالة الأنباء المركزية الكورية (KCNA).
وقد ناقشا الوزيران خطط تنفيذ محددة لنتائج القمة الصينية-الكورية الشمالية التي عُقدت في وقت سابق من هذا الشهر، بالإضافة إلى سبل التعامل مع الوضع في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة.
كما تشير التقارير إلى أنّ كوريا الشمالية تستعد لعرض عسكري واسع النطاق، لإحياء الذكرى الـ 80 لتأسيس حزب العمال الكوري، في 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وقد يناقش الجانبان أيضاً استغلال هذه الفرصة لتسهيل زيارة رفيعة المستوى لمسؤولين صينيين إلى كوريا الشمالية.
وكذلك من المرجح أنه ومع انعقاد الاجتماع الـ 32 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، في جيونجو الشهر المقبل، أن يزور كل من القادة الصينيين والأميركيين كوريا الجنوبية، وهذا ما سيكون أيضاً إحدى مسائل البحث بين وانغ وتشوي.
إضافة إلى ذلك، يُرجّح أن يكون الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ موضع نقاش إضافي بين الوزيرين.
في السياق، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، خلال لقائهما في بكين، مطلع الشهر الحالي، إن بلاده ستعمل على حماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
كما أبدى شي، أمام كيم، استعداد بكين لتعزيز الاتصالات الاستراتيجية مع بيونغ يانغ.