مصر تواصل تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في خضم حرب غزة وتطورات إقليمية معقدة

قسم الأخبار الدولية 26/09/2025
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال سلسلة لقاءات على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن القاهرة ماضية في تعميق شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، استناداً إلى علاقات تاريخية تجاوزت أربعة عقود. وأوضح الوزير أن هذه الشراكة تشكل ركناً أساسياً في دعم الاستقرار الإقليمي، خاصة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات متفاقمة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على غزة.
وخلال اجتماعه مع قيادات اللجنة اليهودية الأميركية، شدد عبد العاطي على الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في تحقيق الأمن الإقليمي، مؤكداً أن السبيل الوحيد لإرساء سلام عادل وشامل يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب عن رفض القاهرة القاطع لسياسات التهجير والتجويع التي تنتهجها إسرائيل في غزة، واعتبرها سبباً مباشراً لغياب الاستقرار ودوامة العنف المستمرة.
وجدد عبد العاطي دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للجهود التي يقودها نظيره الأميركي دونالد ترمب من أجل وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشدداً على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بكميات كافية لتلبية احتياجات السكان المحاصرين. كما بحث الوزير المصري مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، وقيادات غرفة التجارة الأميركية، آفاق التعاون الاقتصادي، مؤكداً أن العلاقات الثنائية لا تقتصر على البعد الأمني والسياسي بل تشمل شراكات اقتصادية واستثمارية طويلة الأمد.
ويرى خبراء في الشأن الدبلوماسي أن القاهرة تسعى عبر هذه اللقاءات إلى تعزيز مكانتها كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني، وإلى منع إسرائيل من الانفراد بتوجيه السياسات الأميركية في المنطقة. ويؤكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن انفتاح مصر على مراكز النفوذ داخل الولايات المتحدة، سواء الإدارة أو الجاليات المؤثرة، يعكس فهماً استراتيجياً لأدوات الضغط والتأثير، ويُعد في الوقت ذاته محاولة لتقديم رواية مغايرة للطرح الإسرائيلي الذي يهيمن على دوائر القرار في واشنطن.
بهذه المقاربة، تعمل القاهرة على موازنة المشهد الإقليمي عبر استقطاب الدعم الأميركي لمبادراتها الداعية إلى التهدئة، بما يضمن حماية مصالحها الوطنية، والحفاظ على موقعها كركيزة أساسية في معادلة الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.