أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

تقرير: اعتراف حلفاء أميركا بدولة فلسطينية يختبر سياسة ترمب تجاه إسرائيل

أطلق اعتراف عدد من حلفاء الولايات المتحدة بدولة فلسطينية، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اختباراً سياسياً صعباً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي بدا متردداً في التأثير على مسار الحرب المستمرة في غزة. فبينما صعّدت إسرائيل هجماتها البرية والجوية على القطاع، فضّلت واشنطن الاكتفاء بدور المراقب، ما أثار انتقادات دولية متزايدة وعمّق الفجوة بينها وبين شركائها التقليديين.

جاء التحرك الأوروبي – الكندي – الأسترالي ليعكس استياءً من موقف ترمب، الذي وعد في بداية ولايته الثانية بوقف الحرب سريعاً وإطلاق عملية سلام، قبل أن تتبدد هذه الوعود مع فشل وساطته الأخيرة عقب اغتيال قادة من «حماس» في قطر بضربة إسرائيلية مفاجئة. ولم يقتصر الضغط على الدول الغربية، إذ دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نيويورك ترمب إلى التدخل الحاسم لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن واشنطن وحدها تملك أوراق الضغط على إسرائيل بسبب دعمها العسكري والدبلوماسي.

ورغم هذه المطالبات، أكد ترمب في خطابه أمام الجمعية العامة أن الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية لا يؤدي إلا إلى «مكافأة حماس»، متمسكاً بدعمه الثابت لإسرائيل. وفي المقابل، ترى دول مثل فرنسا وبريطانيا أن الاعتراف سيحافظ على إمكانية حل الدولتين ويُمهّد لإنهاء الصراع.

إلى جانب ذلك، يحاول ترمب الترويج لرؤية أميركية لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، تقوم على إدارة جديدة لا تشارك فيها «حماس»، وعلى مساهمة عربية وإسلامية في حفظ الأمن. لكنه يواجه شكوكاً في قدرته على الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يستعد لزيارة رابعة إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل.

ويرى خبراء أن الوضع يختبر حدود العلاقة الأميركية – الإسرائيلية في عهد ترمب، إذ يمتلك الرئيس الأميركي وسائل مؤثرة مثل تزويد إسرائيل بالسلاح واستخدام «الفيتو» في مجلس الأمن، لكنه لم يُبدِ استعداداً لتوظيفها حتى الآن. ومع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، يظل السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان صبر ترمب على نتنياهو سينفد في مرحلة ما، أو أنه سيواصل سياسته القائمة على الدعم غير المشروط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق