مالي تستعرض عسكرياً وتتعهد بالقضاء على الإرهاب

قسم الأخبار الدولية 23/09/2025
قدّمت مالي عرضاً عسكرياً ضخماً في العاصمة باماكو بمناسبة ذكرى الاستقلال، في وقت تصاعدت فيه الهجمات الإرهابية وسط البلاد، حيث أعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن مقتل ثلاثة جنود ماليين في هجوم استهدف نقطتين عسكريتين بولاية سيغو، كما نشر مقطع فيديو يُظهر نحو 60 أسيراً من جنود مالي وبوركينا فاسو في محاولة للضغط على السلطات.
وتزامن الاستعراض العسكري مع خطاب متلفز ألقاه الجنرال آسيمي غويتا، رئيس المجلس العسكري الحاكم، تعهّد فيه بمواصلة الضغط الميداني حتى القضاء على الإرهاب. وأكد أن خطة «دوغوكولوكو» التي أطلقت عام 2024 سمحت باستعادة السيطرة على مناطق واسعة، مشيراً إلى أن مالي تواصل تعزيز قدراتها العسكرية عبر شراء معدات حديثة، بينها طائرات مقاتلة من روسيا وتركيا، إلى جانب تكثيف برامج التدريب والتجنيد.
واتهم غويتا التنظيمات المسلحة بمحاولة «محاصرة باماكو من خلال هجمات جبانة ضد المدنيين»، داعياً السكان إلى الصمود أمام «حملات التضليل»، ومشدداً على وحدة الجبهة الداخلية لمواجهة التهديدات. كما جدّد التزامه ببناء جيش قادر على حماية المصالح الوطنية والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.
في المقابل، حاول تنظيم «القاعدة» تقويض الرسائل التي حملها الاستعراض العسكري، من خلال إبراز الأسرى العسكريين والتلويح بالتفاوض على إطلاق سراحهم، وهو أسلوب اعتاد التنظيم استخدامه في منطقة الساحل لتمويل أنشطته منذ مطلع الألفية. وتحدثت مصادر محلية عن احتمال أن يكون التنظيم قد حصل في السابق على مبالغ مالية أو إطلاق سراح عناصره مقابل تحرير جنود ماليين، ما يعكس استمرار معضلة «اقتصاد الرهائن» في المنطقة.
وبينما تسعى باماكو لإظهار قدرتها على مواجهة الإرهاب عبر القوة الصلبة وتوسيع التحالفات العسكرية، يواصل تنظيم «القاعدة» توظيف الضربات النوعية والحرب النفسية لتعزيز حضوره وإرباك السلطات، في مشهد يعكس تعقيد الصراع في الساحل وصعوبة حسمه بالوسائل العسكرية وحدها.