تصاعد التوتر الأوروبي الروسي مع اقتراب انتخابات مولدوفا وتحذيرات من توسع المواجهة

قسم الأخبار الدولية 23/09/2025
تصاعدت حدة التوتر بين موسكو وعدد من العواصم الأوروبية بعد سلسلة حوادث متعلقة بالطائرات المسيّرة، أثارت قلقاً واسعاً بشأن أمن الحدود والمطارات. فقد أعلنت الدنمارك والنرويج عن إغلاق مؤقت لمطارات رئيسية عقب رصد مسيّرات مجهولة المصدر، فيما هدّدت بولندا بإسقاط أي طائرات تنتهك مجالها الجوي. هذا التصعيد ترافق مع اتهامات أوروبية مباشرة لموسكو بتنظيم استفزازات متعمدة تستهدف البنية التحتية، الأمر الذي رفضه الكرملين بشكل قاطع واعتبره «ادعاءات باطلة».
اللافت أنّ الحوادث الجوية الأخيرة ارتبطت بتوتر سياسي متنامٍ حول مولدوفا، الدولة الصغيرة الواقعة جنوب غربي أوكرانيا، والتي تستعد لانتخابات نيابية نهاية الأسبوع. الرئيسة مايا ساندو قادت خلال السنوات الأخيرة سياسة واضحة للاندماج مع أوروبا ورفض النفوذ الروسي، ما جعلها عرضة لهجوم سياسي وإعلامي من موسكو وحلفائها. وقد وصف نائب رئيس برلمان القرم الموالي للكرملين ساندو بأنها «التهديد الأخطر» لمستقبل البلاد، محذراً من أنّ التقارب مع بروكسل سيؤدي إلى «استعباد السكان المحليين».
وزارة الدفاع الروسية ربطت أيضاً بين التطورات في أوديسا والملف المولدوفي، معلنة تنفيذ ضربة «انتقامية» ضد قوات أوكرانية ومرتزقة أجانب، قالت إنها مرتبطة بهجمات على القرم. وفي موازاة ذلك، أصدر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي تقريراً مثيراً للجدل اتهم فيه الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى «احتلال مولدوفا» عبر استخدام قوات تابعة للناتو متمركزة حالياً في رومانيا. التقرير تحدث عن خطط لنشر قوة إنزال في أوديسا وقيام «استفزازات مسلحة» ضد ترانسنيستريا، الإقليم الانفصالي الموالي لموسكو.
تأتي هذه التطورات في وقت يتخوف فيه مراقبون من انتقال المواجهة الأوكرانية إلى ساحة جديدة في مولدوفا، بما يعيد رسم خارطة التوتر على حدود الاتحاد الأوروبي والكرملين. ومع تقاطع الاتهامات وتبادل التهديدات، يلوح خطر توسع رقعة الصراع من أوكرانيا إلى منطقة أشد حساسية، الأمر الذي قد يفتح مرحلة جديدة من المواجهة بين روسيا والغرب.