أخبار العالمأمريكاإفريقيا

مستشار ترمب يتحرك لدفع خطة «الرباعية» في السودان وسط مساعٍ لتنسيق إقليمي ودولي

بدأ مسعد بولس، المستشار الخاص للرئيس الأميركي لشؤون أفريقيا، تحركات ميدانية لدعم التنفيذ الفعلي لخريطة الطريق التي صاغتها «الرباعية الدولية» (الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر) بشأن الحرب في السودان. فقد زار بولس العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأسبوع الماضي، حيث التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، وبحث معه سبل التنسيق بين «الرباعية» والمؤسسات الإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد».

وأوضح بولس أن هدف هذه التحركات هو توحيد الجهود لدفع الخطة إلى الأمام وفق جداول زمنية محددة، بما يتيح تحقيق نتائج ملموسة تساهم في إنهاء الصراع. وتشير التقديرات إلى أن مهمته لن تقتصر على إثيوبيا، بل ستشمل زيارات أو اتصالات مع قوى إقليمية مؤثرة مثل كينيا وجنوب أفريقيا وتشاد، إضافة إلى الدول الأفريقية غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لضمان أوسع دعم ممكن لخطة «الرباعية».

تتضمن الخريطة شقين متوازيين، عسكري وسياسي. فهي تنص أولاً على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، تتطور إلى وقف شامل لإطلاق النار، يليها حوار وطني يمهد لتشكيل حكومة مدنية مستقلة خلال تسعة أشهر. وقد لاقت الخطة ترحيباً من قوى مدنية وسياسية أبرزها تحالف «صمود» بقيادة عبد الله حمدوك، لكنها قوبلت بحذر من الحكومة المدعومة من الجيش التي أكدت رفضها لأي مساس بـ«مشروعية مؤسسات الدولة».

ويشير خبراء إلى أن واشنطن تسعى هذه المرة إلى تثبيت موقف موحد بين أطراف «الرباعية» بعد خلافات سابقة، مع إشراك المنظمات الأفريقية باعتبارها شريكاً لا غنى عنه، خاصة أن الاتحاد الأفريقي و«إيغاد» سبق أن انضما إلى «منبر جدة» في أكتوبر 2023 لتسهيل المفاوضات بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

غير أن الخطة استثنت بوضوح الجماعات المتطرفة المرتبطة بالنظام السابق، الأمر الذي يعكس توجهاً نحو استبعاد العناصر التي قد تعرقل أي انتقال سياسي. في المقابل، وجّه الاتحاد الأفريقي دعوات لاجتماعات ستُعقد في أديس أبابا بين 6 و10 أكتوبر المقبل، شملت تحالفي «صمود» و«الكتلة الديمقراطية» واستثنت «تحالف تأسيس» الموالي لـ«قوات الدعم السريع»، ما دفع «صمود» للاعتذار عن المشاركة لغياب شمولية الدعوات.

ويرى خبراء أن نجاح الخطة يتطلب غطاءً قانونياً من «مجلس الأمن والسلم الأفريقي» ودعماً من الأمم المتحدة حتى تصبح القرارات ملزمة، مع إنشاء آلية دولية فعالة للرقابة على وقف إطلاق النار. ويؤكدون أن تحركات بولس تمثل محاولة جادة لإعادة الزخم الدبلوماسي إلى ملف السودان، لكن التحدي يكمن في قدرة الأطراف على تجاوز إخفاقات جولات جدة السابقة، والانتقال من الهدنة المؤقتة إلى سلام دائم يوقف نزيف الحرب الذي دمّر البنية الاجتماعية والاقتصادية للسودان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق