إيران تسحب مشروع قرار لحظر الهجمات على المنشآت النووية وسط ضغوط أمريكية وتحركات دبلوماسية مكثفة

قسم الأخبار الدولية 19/09/2025
سحبت إيران في اللحظة الأخيرة، الخميس، مشروع قرار كانت قد طرحته أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، يدعو إلى حظر أي هجمات على المنشآت النووية، وذلك بدعم من الصين وروسيا وعدد من الدول الحليفة. وأكد دبلوماسيون غربيون أن هذا التراجع جاء بعد ضغوط أمريكية مكثفة خلف الكواليس، إذ لوّحت واشنطن بإمكانية تقليص مساهماتها المالية في ميزانية الوكالة إذا تم تمرير القرار أو إذا جرى تقييد حقوق إسرائيل داخل المنظمة.
وذكّرت مصادر دبلوماسية بسابقة تاريخية تعود إلى عام 1981، عندما أوقفت الوكالة مساعداتها التقنية لإسرائيل عقب قصفها المفاعل النووي العراقي «أوزيراك»، وهو الهجوم الذي أدانته بشدة كل من الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك. ويرى مراقبون أن الضغوط الأمريكية الحالية تهدف إلى منع أي تكرار لقرارات مشابهة يمكن أن تُستخدم لإحراج إسرائيل أو تقويض وضعها داخل الوكالة.
وجاءت خطوة طهران في وقت حساس، إذ يقترب حلفاء واشنطن من إعادة فرض عقوبات أممية على إيران بسبب برنامجها النووي، الأمر الذي يزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي المحيط بملفها النووي. وفي كلمته أمام المؤتمر، أوضح سفير إيران لدى الأمم المتحدة، رضا نجفي، أن بلاده قررت تأجيل النظر في المشروع إلى العام المقبل «من منطلق حسن النية والانخراط البناء»، وبناءً على طلب عدد من الدول الأعضاء.
ويقرأ محللون هذا التطور باعتباره مزيجاً من الحسابات التكتيكية والضغوط الدولية، حيث تسعى إيران إلى الحفاظ على قنوات تفاوض مفتوحة، في حين تمارس الولايات المتحدة نفوذها لضمان بقاء الملف النووي ضمن معايير تراها منسجمة مع حماية مصالحها وحليفتها إسرائيل. كما أن قرار السحب يعكس حساسية أي مبادرة في الوكالة تتعلق بأمن المنشآت النووية، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واحتمال استخدام هذا الملف كورقة ضغط سياسية وأمنية.