استاذ القانون الدولي ايمن سلامة: قمم عربية… دبلوماسية “للاستعراض” ومصالح تحت التهديد

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 15-09-2025
في تصريح حصري للمركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية ولصخيفة ستراتجيا نيوز قال الدكتور أيمن سلامة استاد القانون الدولي: “لا يختلف اثنان على أن مسار العلاقات الدولية في الحقبة الراهنة يتسم بالتقلب وعدم اليقين، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحالفات القائمة على المصالح المشتركة”.
واضاف الدكتور سلامة: في هذا السياق، تبرز العديد من القمم والمؤتمرات الإقليمية كمنصات لتبادل الرؤى وتوحيد المواقف، لكن نتائجها غالبًا ما تثير تساؤلات حول جدواها العملية وتأثيرها الحقيقي على أرض الواقع.
ويضيف: “ومن هذا المنطلق، يمكن النظر إلى القمة التي عقدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الدوحة على أنها لم تخرج عن إطار البيانات السياسية التي تعكس تطلعات وأمنيات المشاركين، دون أن تتبلور في قرارات تنفيذية ملموسة”.
وحول الوضع الراهن ونتائج القمة العربية والإسلامية قال الدكتور أيمن سلامة: “يكشف هذا الوضع عن خلل في ميزان القوى والتحالفات، إذ يبدو أن بعض الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، ينظرون إلى علاقاتهم مع الدول العربية من منظور مختلف تمامًا عن علاقاتهم بدول أخرى كإسرائيل… فالعلاقة مع الأخيرة غالبًا ما تكون مبنية على التزام استراتيجي ثابت، بينما العلاقة مع الدول العربية قد تبدو أقرب إلى علاقة “صداقة” هشة، يمكن أن تتغير أو تتبدل بناءً على المصالح الآنية أو حتى التهديدات.
ويواصل سلامة قوله: وفي هذا الإطار، لا يمكن اعتبار لقب “الصديق” الممنوح لبعض القادة العرب كصك غفران أو تأمين لعلاقات مستدامة، بل قد يكون مجرد إشارة إلى احتمالية التعرض للتخلي أو التجاهل، أو في أسوأ الأحوال، التهديد بالعقاب في حال عدم الامتثال للمصالح الأمريكية.
ويؤكد الدكتور سلامة على أن ما يفسر كيف أن بعض القمم التي تهدف إلى إظهار التضامن الإقليمي أو التحالفات، تتحول في النهاية إلى مجرد مناسبات “للاستعراض” الدبلوماسي، حيث تُطلق فيها تصريحات قوية، لكنها لا تُترجم إلى أفعال.
وختم الدكتور سلامة تصريحه : إن هذا الواقع القانوني والسياسي يؤكد الحاجة إلى مراجعة شاملة لطبيعة التحالفات العربية-الدولية، والعمل على بناء علاقات قائمة على أسس متينة ومصالح متبادلة حقيقية، لا على بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع.