أخبار العالمالشرق الأوسط

قصّة الضربة على الدوحة… طائرات منخفضة المقطع صواريخ بعيدة أم ثغرة استخباراتية؟

نفّذت ضربة جوية استهدفت مواقع في الدوحة، وأعلنت قطر أن بعض الأسلحة المستخدمة “لم تُكتشف” بواسطة منظوماتها الرادارية، ما أثار تساؤلات حول كيفية اختراق الحماية الجوية للدولة الخليجية وتأثير الضربة على جهود الوساطة الإقليمية.

أكدت مصادر رسمية وصفحات إعلامية أن الضربة استهدفت شخصيات مرتبطة بحركة فلسطينية وأنها أدّت إلى سقوط قتلى ومصابين، بينما رجّحت تقديرات وتحليلات صحفية أن الضربة نفذت باستخدام مزيج من ذخائر دقيقة المدى ومنصات إطلاق بعيدة، وربما اعتمدت على تكتيكات لتقليل البصمة الرادارية أو مسارات طيران خارج محاور التغطية التقليدية. التحقيقات الرسمية الكاملة لم تُنشر بعد.

أدانت دول عدة الضربة على الأراضي القطرية، ونددت بها الأمم المتحدة في قرار أعقب الحادث، كما سجّل البيت الأبيض وأطراف إقليمية قلقاً واسعاً إزاء تصاعد التجاوزات على سيادة الدول الخليجية وما قد يترتب على ذلك من زعزعة استقرار المنطقة. قادة خليجيون بدأوا اتصالات دبلوماسية عاجلة لتنسيق المواقف واحتواء التبعات.

حاول محلِّلون عسكريون تفسير الفشل الظاهري في اعتراض الضربة بالإشارة إلى:

  • قدرات طائرات وذخائر منخفضة البصمة الرادارية،
  • إطلاق من مدى بعيد أو عبر مسارات جوية ملتوية لتجنّب نقاط تغطية،
  • احتمالات تدخل إلكتروني أو تشويش.

مع التأكيد أن هذه تفسيرات تحليلية وليست تقارير تشغيلية مؤكدة. كما ذكر بعض المحللين أن عوامل سياسية وقواعد اشتباك قد تحدّد سرعة أو نطاق الردّ الدفاعي.

كيف خدعت إسرائيل رادارات قطر

  • استخدام طائرات ومنصات منخفضة الملاحَظة (stealth) وذخائر مسطحة المقطع الراداري: الطائرات من فئة F-35 (الإسرائيلية) مصممة لتقليل بصمتها الرادارية، ما يجعل رصدها أصعب بالنسبة لأنظمة الرادار التقليدية.
  • منصات إطلاق بعيدة ونيران من مدى بعيد (stand-off weapons / صواريخ كروز): بدلاً من دخول المجال الجوي الدفاعي الكثيف، يمكن إطلاق ذخائر من مدى بعيد أو من مسارات جوية بعيدة عن محاور التغطية الرئيسية، ما يقلل الوقت الذي تكون فيه الأهداف قابلة للاعتراض.
  • الهجوم الإلكتروني والتشويش/التضليل (EW / spoofing/jamming): تقارير وتحليلات ذكرت احتمال وجود محاولات لتعطيل أو إرباك خلاصات الرادار وC2 لترك فراغ معلوماتي مؤقت أو إنشاء آثار غير صحيحة، لكن المصادر تختلف في دلالتها ولا تؤكد خطوات تقنية محددة.
  • معلومات استخبارية دقيقة وتوقيت محكم: نجاح أي ضربة كهذه يعتمد بشدّة على معلومات استخبارية (استخلاص مواقع، أوقات تنقل، نقاط ضعف التغطية) وتخطيط لوجستي يسمح بالترجمة الدقيقة للمعلومة إلى ضربة دقيقة.
  • استغلال ثغرات في شبكة قيادة وسيطرة الدفاع الجوي أو قيود سيادية/سياسية: أنظمة باتريوت وNASAMS وغيرها قوية، لكن فعاليتها مرتبطة بتكامل الشبكات، وقرارات سياسية/قانونية (مثل قواعد الاشتباك أو مناطق محظورة). بعض المحللين يلوّح بإمكانية وجود قيود تشغيلية أو لحظية أدت إلى عدم اعتراض.

تبقى الصورة الكاملة رهناً بنتائج التحقيقات العسكرية والاستخباراتية الرسمية. إلى حين صدور تقارير مفصّلة، تُشير الأدلة المتاحة إلى أن الضربة استفادت من عنصر المفاجأة وتكتيكات تقلل من قابلية الاكتشاف، بينما تُظهر ردود الفعل الدولية مدى حساسية العملية وأثرها السياسي على علاقات إسرائيل مع شركائها الإقليميين.

المصدر: مجلة الدفاع العربي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق