أكثر من 1800 فنان عالمي يتعهدون بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية احتجاجاً على الحرب في غزة

قسم الأخبار الدولية 2025/09/08
في خطوة لافتة تعكس تصاعد الغضب العالمي من الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، وقّع أكثر من 1800 فنان وممثل ومنتج سينمائي، من بينهم عدد من أبرز نجوم هوليوود، على تعهّد بمقاطعة المهرجانات والمؤسسات السينمائية الإسرائيلية، متهمين إياها بالتورط في تبرير أو دعم انتهاكات جسيمة بحق الشعب الفلسطيني.
وجاء هذا التحرك ضمن رسالة مفتوحة نُشرت الإثنين في صحيفة ذا غارديان البريطانية، دعت فيها مجموعة “عمال السينما من أجل فلسطين” (Film Workers for Palestine) إلى “كسر الصمت” ورفض العمل مع أي مؤسسة إسرائيلية متواطئة في ما وصفته الرسالة بـ”الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين”.
دعوة لمقاطعة مهرجانات ومؤسسات داعمة للحكومة الإسرائيلية
الرسالة وجهت انتقادات مباشرة لعدد من المهرجانات السينمائية الإسرائيلية، أبرزها مهرجان القدس السينمائي ومهرجان دوكافيف للأفلام الوثائقية، مشيرة إلى أنهما يواصلان التعاون مع الحكومة الإسرائيلية رغم تصاعد الانتهاكات في غزة.
وأكد الموقعون أن معظم شركات الإنتاج والتوزيع والمؤسسات السينمائية في إسرائيل “لم تعترف يوماً بالحقوق الكاملة والمكفولة دولياً للشعب الفلسطيني”، مشيرين في الوقت نفسه إلى وجود كيانات إسرائيلية سينمائية “غير متواطئة”، دون ذكر أسمائها.
فنانون بارزون بين الموقعين
وضمت قائمة الموقعين أسماء مرموقة في عالم السينما، من بينهم المخرج اليوناني الشهير يورجوس لانثيموس، والممثلتان تيلدا سوينتون وأيو إديبيري، إلى جانب نجوم بارزين مثل أوليفيا كولمان، إيما ستون، مارك رافالو، ريز أحمد، خافيير بارديم وسينثيا نيكسون.
وجاء في التعهد الذي وقّعه الفنانون:
“استلهامًا من حركة (صنّاع الأفلام المتّحدين ضد الفصل العنصري) التي قاطعت جنوب إفريقيا خلال الحقبة العنصرية، نتعهد بعدم عرض أفلامنا أو المشاركة في أي نشاط فني ضمن مؤسسات سينمائية إسرائيلية متواطئة في الانتهاكات ضد الفلسطينيين”.
موقف حقوقي لا يستهدف الأفراد
وأوضح الموقعون أن التعهد لا يدعو إلى مقاطعة الفنانين الإسرائيليين كأفراد، وإنما يستهدف المؤسسات التي تساهم في “تمويه أو تبرير الجرائم”، مطالبين العاملين في صناعة السينما العالمية باتخاذ موقف أخلاقي ضد التواطؤ مع السياسات الإسرائيلية.
واستشهد البيان برأي محكمة العدل الدولية التي وصفت الاحتلال الإسرائيلي بأنه غير قانوني، وبعدد من التقارير الصادرة عن خبراء حقوق الإنسان التي اعتبرت أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة قد يرقى إلى جريمة “إبادة جماعية”.
أعمال فنية تُبرز المأساة الفلسطينية
في سياق متصل، لقي الفيلم الوثائقي “صوت هند رجب”، الذي يتناول قصة طفلة فلسطينية قتلتها القوات الإسرائيلية العام الماضي، استقبالاً حافلاً خلال عرضه في مهرجان البندقية السينمائي مؤخرًا. ويشارك في إنتاج الفيلم نجما هوليوود براد بيت وواكين فينيكس، ما يعكس تنامي الاهتمام العالمي بإبراز معاناة الفلسطينيين عبر الفن.
إسرائيل ترفض وتصف الحملة بـ”التمييزية”
من جهتها، رفضت الحكومة الإسرائيلية هذه الحملة ووصفت دعوات المقاطعة بأنها “تمييزية”، مدعية أن ما تقوم به في غزة يأتي في إطار “الدفاع عن النفس”. إلا أن المنظمات الحقوقية الدولية تُشير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وتشريد مئات الآلاف، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية للقطاع.
يمثل هذا التحرك تصعيدًا غير مسبوق في المواقف الفنية الدولية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، ويعيد إلى الأذهان حملات المقاطعة الثقافية ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. في الوقت الذي تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية في القطاع، يبدو أن صوت الفن بات يتعالى مطالبًا بالعدالة، والحرية، ووقف نزيف الدم الفلسطيني.