أخبار العالمأمريكا

قمة استثنائية لـ«بريكس» تبحث مواجهة الضغوط الأميركية وتوحيد الموقف التجاري

عقدت مجموعة «بريكس» أمس الاثنين قمة استثنائية افتراضية، استجابة لدعوة من البرازيل، لبحث تداعيات السياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد دول المجموعة، وسعت القمة إلى صياغة موقف موحد يواجه التهديدات الأميركية المتصاعدة.

شارك في القمة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة الهند وجنوب إفريقيا، في حين أكدت مصادر دبلوماسية أن النقاشات جرت في أجواء مغلقة بعيداً عن التغطية الإعلامية، ولم يصدر أي بيان رسمي عقب انتهاء الاجتماعات.

وجاء انعقاد القمة بعد أسابيع من توقيع ترمب مرسوماً رئاسياً يفرض رسوماً جمركية تصل إلى 50% على الواردات البرازيلية، محذراً في الوقت نفسه من إجراءات عقابية إضافية ضد أي دولة تدعم السياسات “المعادية لأميركا” في إطار المجموعة. وردت البرازيل بإطلاق آلية لتسوية النزاعات داخل منظمة التجارة العالمية، كما بدأت دراسة خطوات اقتصادية مضادة عبر تطبيق مبدأ “المعاملة بالمثل”.

وتشير تقارير إلى أن لولا دا سيلفا سعى إلى توحيد الصفوف داخل «بريكس» لمواجهة ما وصفه بمحاولات واشنطن “تقويض التعاون الاستراتيجي بين أعضائها”، خاصة مع سعي المجموعة إلى تعزيز استقلالها المالي وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.

وفي سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بمحاولة “إضعاف اقتصادات شركاء روسيا” من خلال فرض قيود جمركية وضغوط سياسية للتخلي عن موارد الطاقة الروسية، مؤكداً أن الهند والبرازيل والصين رفضت هذه الضغوط حفاظاً على مصالحها.

وتكتسب هذه القمة أهمية إضافية بالنظر إلى الوزن الاقتصادي المتنامي للمجموعة، إذ تشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن حصة «بريكس» من الناتج العالمي بلغت 36.8% في نهاية 2024، متجاوزة لأول مرة مجموعة السبع، مع توقعات بارتفاعها إلى 41% بحلول نهاية 2025.

تُظهر التطورات الأخيرة أن «بريكس» تسعى إلى تعزيز تماسكها الداخلي في مواجهة الضغوط الأميركية، بما في ذلك بناء منصات دفع بديلة عن الدولار، وتوسيع الشراكات التجارية بين أعضائها، في وقت يتوقع أن تشكل استراتيجيات ترمب الاقتصادية اختباراً حقيقياً لقدرة التكتل على مواجهة التحديات العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق