للعام الثالث على التوالي.. الحرب تحرم طلاب غزة “من حق التعليم”

قسم الأخبار الدولية 03/09/2025
أيام قليلة تفصل الطلاب الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن العودة إلى فصولهم الدراسية المقررة في الثامن من سبتمبر الجاري، غير أن طلاب قطاع غزة لا يزالون، وللعام الثالث على التوالي، محرومين من هذا الحق الأساسي، في ظل استمرار الحرب التي دمرت مئات المدارس وعطلت العملية التعليمية بشكل كامل.
في مخيم للنازحين بمدينة دير البلح وسط القطاع، تجسد معانات الأطفال والشباب محنة أكثر من 660 ألف طالب في غزة ما زالوا خارج مقاعد الدراسة، حيث تستمر الحرب منذ أكتوبر 2023، حيث تم تدمير البنية التحتية التعليمية وتحويل معظم المدارس إلى ملاجئ للنازحين، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وفي بيان حديث، حذرت الأونروا من أن غزة “تخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال”، مؤكدة أن “الحرب في غزة هي حرب على الأطفال ويجب أن تتوقف”.وأشارت الوكالة إلى أن كثيرا من الأطفال الذين بدأوا الحرب في رياض الأطفال كان من المفترض أن يلتحقوا بالصف الثاني هذا العام، لكنهم لم يتعلموا القراءة أو الكتابة حتى الآن.
وتظهر بيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله حجم الكارثة، إذ تفيد بأن أكثر من 17 ألف طالب مدرسي و1261 طالبا جامعيا قتلوا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 26 أغسطس الجاري، فيما أصيب عشرات الآلاف، كما قتل مئات المعلمين وأعضاء الهيئات التدريسية.وأكدت الوزارة أن نحو 90 % من مدارس غزة دمرت أو تضررت بشكل بالغ، بينما تحولت مدارس أخرى إلى ملاجئ، ما جعلها غير صالحة للاستخدام التعليمي.
في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، قال أبو محمد الحواش، وهو أب لخمسة أطفال، إن ما يجري “يشكل كارثة حقيقية”.وأضاف: “دمرت الحرب المدارس والجامعات وقتلت الطلاب والمعلمين، لدينا الآن حوالي 660 ألف طالب بلا تعليم، بعضهم لم يتمكن من اجتياز الثانوية العامة، وآخرون لم يدخلوا الصف الأول الابتدائي، أخشى أن يكبر أطفالي دون أن يعرفوا القراءة والكتابة”.
ويبذل بعض المعلمين النازحين جهودا فردية للتخفيف من آثار الانقطاع عن الدراسة، حيث قالت سعاد العوضي، معلمة لغة عربية تبلغ من العمر (35 عاما) وتقيم في خيمة بخان يونس، إنها تجمع الأطفال لتعليمهم أساسيات القراءة والكتابة بوسائل بدائية.أحيانا نكتب الحروف على الرمال أو على أوراق ممزقة، وأكرر عليهم الكلمات البسيطة حتى لا ينسوها تماما، لكن هذا لا يغني عن التعليم المنظم، يحتاج الأطفال إلى مدارس حقيقية وفصول ودروس”. وأضافت العوضي أن بعض الأطفال الذين تدرسهم كان من المفترض أن يلتحقوا بالصف الأول هذا العام، لكنهم يكافحون للتأقلم مع الحياة في الخيام.