آسياأخبار العالمأمريكاأوروبا

من قمة شنغهاي إلى مستقبل المنطقة: تحالف روسي–هندي يتحدى الضغوط الغربية

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، حيث وصف بوتين مودي بـ”الصديق العزيز”، مؤكداً أن العلاقات بين موسكو ونيودلهي “تطوّرت بشكل ديناميكي” وأنها قائمة على “الثقة والصداقة المتبادلة”.

من جانبه، شدد مودي على أن الهند وروسيا وقفتا معاً حتى في أصعب المراحل، مضيفاً أن “تعاوننا الوثيق مهم ليس فقط لشعبي البلدين، وإنما أيضاً للسلام والاستقرار والازدهار العالمي”. كما رحّب بالجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن “إيجاد طريقة لإنهاء الصراع بشكل سريع يمثل ضرورة لتحقيق السلام الدائم”.

اللقاء جاء في وقت تشهد فيه العلاقات الهندية–الأميركية توتراً ملحوظاً بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 50% على الواردات الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي. ورغم هذه الضغوط، حرص مودي على التأكيد أن بلاده متمسكة بشراكتها مع موسكو، ونشر صورة له مع بوتين داخل السيارة الرئاسية الروسية “أوروس”، وكتب أن “المحادثات مع الرئيس الروسي دائماً معمقة”.

هذا التقارب يعكس انتقال ميزان القوى في آسيا نحو شراكات أكثر استقلالية عن الغرب، حيث تبرز روسيا والهند كركيزتين أساسيتين في معادلة إقليمية جديدة. فموسكو، الساعية إلى كسر العزلة المفروضة عليها من الغرب، تجد في الهند شريكاً اقتصادياً وسياسياً موثوقاً، بينما تستفيد نيودلهي من هذه العلاقة لتعزيز مكانتها بين القوى الكبرى وحماية مصالحها الاستراتيجية في مواجهة التحديات الأميركية والصينية على حد سواء.

بهذا الشكل، يظهر أن التعاون الروسي–الهندي داخل إطار منظمة شنغهاي للتعاون يتجاوز مجرد العلاقات الثنائية، ليشكل جزءاً من إعادة تشكيل موازين النفوذ في آسيا، حيث تتحول المنظمة إلى منصة لإبراز التوجهات الجديدة نحو عالم متعدد الأقطاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق