“يديعوت أحرونوت”: تسونامي سياسي قادم سيعزل “إسرائيل” بسبب مشروع E1 بالضفة الغربية

قسم الأخبار الدولية 26-08-2025

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، مقالا، لرئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، مايكل ميلشتاين، جاء فيه أنّ: “التحذيرات الاسرائيلية ممّا يحدث الآن في الضفة الغربية، باتت تتصاعد، لأنه يُقدم لمحة لما هو آتٍ في قطاع غزة من تغيير جذري، عواقبها ستكون وخيمة على الاسرائيليين جميعا“.
وبحسب المقال، فإنّ: “إعلان وزير المالية، بيتسلئيل سموتريتش، عن الموافقة على خطط البناء في المنطقة E1، قرب القدس المحتلة، توضيحٌ بأن هذه الخطوة تُمثل مسمارًا آخر في نعش فكرة الدولة الفلسطينية”.
واستطرد ميلشتاين، الذي يشغل أيضا منصب رئيس الشعبة الفلسطينية الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أنّه: “رغم ذلك فقد أثار رد فعلٍ محدود نسبي بين الإسرائيليين، الذين يُركزون على الحرب في غزة، والانقسامات الداخلية التي لا تُحصى”.
وتابع: “الساحة الدولية ردّت بإدانةٍ حادةٍ للإعلان، الذي وقّعه أيضًا أصدقاء الاحتلال حول العالم، ما يؤكد أن مثل هذه الإجراءات والتصريحات تضمن أن التسونامي السياسي الذي من المتوقع أن يبلغ ذروته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، عندما يُخطّط للاعتراف الواسع بدولة فلسطينية، لن يتحقق فحسب، بل سيكون قويًا، دون أن تتمكن الاحتلال من إيقافه”.
وأوضح أنّ: “التحدي الرئيسي ليس التصريحات الرمزية، بل القيود في المجالات الاقتصادية والروابط العلمية والأكاديمية، التي بدأت بذورها بالظهور بالفعل، والتي ستؤثر على حياة جميع الإسرائيليين، لكن صانعي القرار يتجاهلون تلقائيًا هذا الضغط الدولي المتنامي، رغم تمثّله بمنع الوزراء وأعضاء الكنيست من دخول عدة دول غربية، ما يكشف عن حقيقة التسونامي الحالي النابع من الخلاف العميق والحقيقي لمعظم دول العالم مع سلوك الاحتلال الحالي في السياق الفلسطيني”.
“الإسرائيليين يواجهون فجوة في فهم القضية الفلسطينية، ولا يتلقون ردًا واضحًا من رئيس الوزراء، الذي يتراوح بين نهج فاشي عندما احتضن بحرارة قلادة عليها صورة “إسرائيل الكبرى”، وتشمل أجزاءً من مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق، وموقف أظهره خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، عندما تحدّث بشكل مبهم عن إمكانية الحكم الذاتي الفلسطيني” وفقا للمتحدّث نفسه.
وأشار إلى أنّه: “كما هو الحال في غزة، فإن الوضع في الضفة الغربية يتمثل في أن رؤية حزب واحد في ائتلاف حكومي باتت محور اهتمام الحكومة بأكملها، وليس واضحًا موقف الليكود من هذه القضية”، موضّحا: “سموتريتش يدّعي أنه منذ بداية الحرب، أُتيحت فرصة تاريخية لتغيير جوهر الضفة الغربية من خلال زيادة النشاط الاستيطاني، وأن هدفه الوصول إلى نقطة اللاعودة، بحيث لن يكون ممكنا، حتى في حال سقوط الحكومة اليمينية”.
وأكد أنه “تحت الرادار، يتشكل واقع جديد في الضفة الغربية، قائم على افتراضين أساسيين خاطئين: أولاهما أن واشنطن ستبقى للأبد بجانب الاحتلال، وستدعمه، حتى لو اتخذ خطوات ضم في الضفة وغزة، وبذلك، يُقلّص فعليًا هامش مناورته السياسية، ويُلحق الضرر بعلاقاته مع دول رئيسية في الغرب، كما هو واضح مع فرنسا وأستراليا، ولا يأخذ في الاعتبار التقلبات التي تميّز عهد ترامب، ولا احتمال أن يتبنى الرؤساء الذين سيخلفونه سياسة مختلفة تمامًا”.
وأبرز أنّ: “الهدف المحوري لهذا التوجّه يكمن في خطة الحسم التي نشرها سموتريتش عام 2017، وسيُقام في إطارها كيان واحد بين البحر والنهر، يضم شعبين متماثلين في الحجم، لكن بأوضاع مدنية مختلفة، وهذا تهديد للرؤية الصهيونية، ومن شأنها إقامة صراع، وعزلة دولية في ظل نظام فصل عنصري، والأهم من ذلك كله توازن ديمغرافي هش، ما يدفع الفلسطينيين نحو هذه التغييرات الجذرية لتزايد دعمهم لفكرة الدولة الواحدة في الضفة الغربية”.
وختم بالقول إنّ: “التحذير من التسونامي القادم بدأ بالظهور فعلا، لكن ذروته لا تزال أمامنا، ربما الشهر المقبل، وفي هذه الأثناء، يتصاعد تحذيرٌ لا يقل خطورةً بشأن الدولة الواحدة، وهو سيناريو يتسابق الاحتلال نحوه، بينما يستحوذ على الضفة الغربية بهدوء”.
واسترسل: “بجانب المطلب المشروع بفهمٍ معمقٍ لأهداف واستراتيجية الحرب المستمرة على غزة، يتطلب من الجمهور أن يطرح أسئلةً محددةً على قيادته السياسية، لأن أداءها قد تُشكّل مصدر كارثة استراتيجية للدولة برمّتها”.