آسياأخبار العالمبحوث ودراسات

مركبات قتالية جديدة صينية بقدرات حماية نشطة وصواريخ مزدوجة

كشفت صورة التقطها مصور الدفاع ديفيد وانغ ونشرت على منصة التواصل الاجتماعي X، عما يبدو أنه جيل جديد من مركبات قتال المشاة المحمولة جواً (IFV) قيد التطوير لجيش التحرير الشعبي الصيني.

ويعتقد أن المركبة، التي تحمل شعار جيش التحرير الشعبي الصيني ومُصممة بتقنية التمويه الصحراوي الرقمي، تخضع لتجارب متقدمة وقد تعرض رسمياً للجمهور خلال عرض يوم النصر في 3 سبتمبر المقبل في بكين، والذي سيحيي الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي حال تأكيد ذلك، سيمثل الكشف عن هذه المركبة إحدى أهم الإضافات إلى القوات المحمولة جواً الصينية خلال عقدين.

خلفية تاريخية: من ZBD-03 إلى الجيل الجديد

تعد المنصة الجديدة خليفةً مباشرة لمركبة ZBD-03، وهي مركبة قتال مشاة خفيفة محمولة جوًا دخلت الخدمة في جيش التحرير الشعبي الصيني مطلع الألفية. ورغم إشادتها بقدرتها على النقل الجوي والعمليات البرمائية، إلا أن ضعف حمايتها المدرعة جعلها عرضة للخطر في البيئات القتالية عالية الكثافة.

المنصة الجديدة تعالج هذه الثغرات عبر:

  • تصميم هيكل أكثر زاوية ومتانة
  • دروع سيراميكية معيارية
  • حجرة خلفية معاد تكوينها لنشر القوات البرمائية
  • توافق كامل مع طائرة النقل الاستراتيجية Y-20 رغم الوزن الأثقل

 القوة النارية: تسليح متعدد المهام

تمثل المنصة نقلة نوعية في التسليح، حيث تشمل:

  • مدفع آلي بمدى 30–35 ملم مع مدفع رشاش محوري
  • حزمة مزدوجة من صواريخ ATGM على الجانب الأيسر، قادرة على اختراق دروع الدبابات الحديثة
  • قاذفة رباعية للصواريخ الأصغر على الجانب الأيمن، لأدوار مضادة للأفراد أو حرارية

هذا التنوع في التسليح يعكس تركيزًا على المرونة التكتيكية، ويمنح المركبة القدرة .على التعامل مع أهداف متنوعة، من الدبابات إلى المواقع المحصنة.

الحماية النشطة والوعي الظرفي

تعتمد المركبة على منظومة حماية متقدمة تشمل:

  • بصريات نهارية وليلية وأجهزة تصوير حراري
  • ثلاثة مستشعرات بصرية على كل جانب لتغطية بزاوية 360°
  • نظام حماية نشطة GL-6 لتحييد الصواريخ والذخائر المتسكعة والطائرات FPV
  • هوائي رادار مخصص لمهام مكافحة الطائرات بدون طيار (C-UAS)

هذا الدمج بين الحماية الحركية والإلكترونية يعكس استجابة مباشرة لتحديات ساحات القتال الحديثة.

 البُعد الاستراتيجي: عقيدة جديدة للقوات المحمولة جوًا

يمثل تطوير هذه المنصة تحولًا في العقيدة الصينية، حيث لم تعد القوات المحمولة جوًا تعتمد فقط على السرعة، بل أصبحت:

  • أكثر قدرة على التمسك بالأرض
  • مزودة بدروع قوية وتسليح صاروخي ثقيل
  • قادرة على مواجهة الطائرات المسيّرة والذخائر الدقيقة

ويعد هذا التوجه استجابة مباشرة لدروس أوكرانيا وجنوب القوقاز، حيث تكبّدت المركبات خفيفة التدريع خسائر فادحة.

 قابلية الانتشار: من الرد السريع إلى السيطرة الميدانية

بفضل توافقها مع طائرات Y-20، تمنح المنصة الجديدة القوات الصينية المحمولة جوًا قدرة على:

  • الانتشار السريع في بؤر التوتر مثل بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان
  • العمل كتشكيلات آلية قادرة على السيطرة الميدانية قبل وصول القوات الثقيلة

 الخلاصة:

لا يُعد ظهور هذه المنصة مجرد تحديث تقني، بل هو إعادة تعريف لدور القوات المحمولة جوًا في العقيدة الصينية من خلال الدمج بين الحماية النشطة، والتسليح المتنوع، والقدرة على الانتشار السريع.

 تقترب الصين من معايير الناتو في تصميم المركبات القتالية الحديثة.

وسواء نشرت هذه المنصة في الدفاع عن الحدود أو في عمليات إقليمية أكثر طموحًا، فإنها تعزّز قدرة بكين على إبراز قوتها بسرعة وفعالية. ومن المتوقع أن يسلّط ظهورها العلني المرتقب في سبتمبر الضوء على الدور المتنامي للوحدات الميكانيكية المقاومة للطائرات المسيّرة في الصراعات المستقبلية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق