تدريبات عسكرية مشتركة في بحر اليابان بين الصين وروسيا

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية 04-08-2025

بدأت الصين وروسيا تدريبات بحرية مشتركة في بحر اليابان في إطار سعيهما إلى تعزيز شراكتهما وموازنة ما يعتبرانه نظاما عالميا تقوده الولايات المتحدة.
لقد عززت الحكومتان الصينية والروسية علاقاتهما في السنوات الأخيرة، حيث تقدم الصين شريان حياة اقتصادي لروسيا في مواجهة العقوبات الغربية بسبب غزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الوطني الصينية في بيان يوم الأحد إن مناورات “البحر المشترك 2025” بدأت في المياه القريبة من ميناء فلاديفوستوك الروسي وستستمر لمدة ثلاثة أيام.
تدريبات بحرية متقدمة بين الصين وروسيا
أعلنت وزارة الدفاع الصينية عن تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة مع روسيا تشمل عمليات إنقاذ الغواصات، ومهامًا مضادة للغواصات والدفاع الجوي والصواريخ، إضافةً إلى القتال البحري.
وتشارك في هذه التدريبات أربع سفن صينية، منها المدمرتان شاوشينغ وأورومتشي، إلى جانب وحدات من البحرية الروسية، وبعد انتهاء التدريبات، ستجري الدولتان دوريات بحرية في المياه ذات الصلة بالمحيط الهادئ، في استمرار لتعاون عسكري متنامٍ شمل تدريبات سابقة على الساحل الجنوبي للصين وبحر اليابان.
أبعاد استراتيجية ومواقف دولية متباينة
في ظل تصاعد التعاون العسكري بين بكين وموسكو، عبّرت وزارة الدفاع اليابانية عن مخاوف أمنية جدية، خاصة بعد تدريبات بحر اليابان هذا العام. ورغم تأكيد روسيا أن التدريبات دفاعية الطابع، وتصريحات الصين بأنها تهدف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية فإن المواقف الدولية لا تزال متباينة.
الصين لم تدن الحرب الروسية في أوكرانيا، ولم تدعُ إلى انسحاب القوات، مما دفع حلفاء كييف، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، إلى اتهامها بدعم موسكو. ورغم دعوات أوروبية متكررة لبكين للضغط على روسيا، تصر الصين على موقفها “الحيادي”، وتُحمّل الدول الغربية مسؤولية إطالة أمد الصراع عبر تسليح أوكرانيا.
تعاون عسكري يرسّخ التحالف الاستراتيجي
تعكس التدريبات البحرية المشتركة بين الصين وروسيا تصاعدًا ملحوظًا في التنسيق العسكري في المحيط الهادئ، وسط تحولات جيوسياسية تعيد تشكيل ميزان القوى البحري.
وبينما تصرّ الدولتان على الطابع الدفاعي لهذه المناورات، تثير طبيعتها المتقدمة وموقعها الجغرافي قلقًا متزايدًا لدى الأطراف الإقليمية لا سيما اليابان وحلفاء أوكرانيا.
في هذا السياق، تعدّ التدريبات مؤشرًا واضحًا على رغبة الصين وروسيا في تعميق شراكتهما الاستراتيجية، رغم الجدل الدولي حول المواقف من حرب أوكرانيا. ومع استمرار الديناميكيات الأمنية المتقلبة، يُشكّل هذا التحالف البحري عاملًا مؤثرًا في مستقبل الأمن الجماعي واستقرار الملاحة البحرية في المنطقة.