أخبار العالمالشرق الأوسط

الجيش الإسرائيلي يقلّص قواته في غزة كموقف ضد سياسة حكومة نتنياهو

انتقل الجيش الإسرائيلي من توجيه رسائل غير معلنة إلى موقف علني صريح ضد استمرار الحرب في قطاع غزة، فأعلن الجمعة عن تقليص حجم قواته المقاتلة وسحب الفرقة 98 من شمال القطاع بعد إعلان انتهاء العملية الواسعة «مركبات جدعون». جاءت هذه الخطوة وسط تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما أثار غضب تيار اليمين المتطرف داخل حكومة بنيامين نتنياهو.

أكدت مصادر عسكرية أن رئيس الأركان إيال زامير فضّل مصلحة الجيش على الاعتبارات السياسية، مشيرة إلى أن القرار جاء رغم مطالب وزراء في الحكومة بتصعيد الهجمات واحتلال كامل لمدينة غزة. وأوضحت التقارير الإسرائيلية أن الجيش لم يحرز تقدماً جديداً على الأرض منذ أسابيع، وأن القوات المتمركزة تقلصت عملياً إلى أربع فرق، اثنتان منها تنفذان عمليات محدودة شمال القطاع وفي خان يونس، فيما تكتفي الأخريان بالتمركز الدفاعي.

وأفادت القناة 12 وهيئة البث الرسمي بأن تقليص القوات شمل أيضاً لواء الاحتياطين ولواءً مدرعاً، مع تخفيف عام بنسبة 30% في استدعاء قوات الاحتياط، وذلك بعد شكاوى متزايدة عن الإرهاق والاكتئاب في صفوف الجنود. وأكدت المصادر أن استمرار العمليات الواسعة سيعرّض حياة الرهائن للخطر، إذ يتطلب القتال في المناطق المكتظة أشهراً طويلة ومضاعفة القوات.

وأثار القرار خلافات حادة داخل الكابنيت، حيث طالب وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بخطة شاملة لاحتلال غزة وتدمير شبكة الأنفاق بالكامل، بينما ردّ الجيش بأن هذا الخيار يحتاج إلى تعبئة واسعة وتمديد الخدمة العسكرية. وأوضح زامير أن العملية العسكرية حققت السيطرة على نحو 75% من القطاع لكنها لم تحقق أهدافها النهائية المعلنة، مؤكداً ضرورة حسم القيادة السياسية ما إذا كان تحرير الرهائن سيظل هدفاً أساسياً أم لا.

ويأتي هذا التطور بينما يواصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف محادثاته مع نتنياهو في محاولة للوصول إلى اتفاق هدنة خلال أيام، وسط انقسام داخلي في إسرائيل بشأن مستقبل الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق