أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

الخلافات تتصاعد بين واشنطن وبيروت بعد رفض مقترحات لوقف الخروقات الإسرائيلية وإطلاق مسار لنزع السلاح

رفضت الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية مقترحات لبنانية قدّمها رئيس البرلمان نبيه بري للموفد الأميركي توماس براك في زيارته الأخيرة إلى بيروت، هدفت إلى إلزام إسرائيل بوقف الخروقات وانسحابها من الأراضي اللبنانية كبداية لفتح حوار داخلي بشأن حصرية السلاح. وكشفت مصادر نيابية وحكومية لبنانية أن الرد الأميركي جاء بشكل غير مكتوب، غير أن مضمون الاتصالات والتصريحات الأخيرة لبراك أكد هذا الموقف.

وركّزت المبادرة اللبنانية على طرح مقاربة تقوم على مبدأ «خطوة مقابل خطوة»، تبدأ بوقف الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي، والشروع بانسحابات من الأراضي التي ما زالت محتلة، مقابل انخراط «حزب الله» في جلسة حكومية تتخذ قرارات عملية لتنفيذ حصرية السلاح. إلا أن واشنطن، بحسب المصادر، أصرت على أن تبادر الحكومة اللبنانية أولاً إلى إقرار هذه الحصرية بقرار داخلي، بينما يرفض الحزب اتخاذ أي خطوة قبل التزام إسرائيل الكامل بتعهداتها.

وأكدت المصادر استمرار الاتصالات بين الرئاسات الثلاث والجانب الأميركي لتفادي التصعيد، مشيرة إلى أن الصورة «ليست سوداوية»، وأن هناك فرصاً للحلول في ضوء الإصلاحات المالية والإدارية التي أنجزتها الحكومة اللبنانية مؤخراً. ويطالب «حزب الله» بوقف الخروقات الإسرائيلية وضمانات دولية، إلى جانب إقرار استراتيجية دفاعية وبدء إعادة الإعمار لعودة النازحين إلى الجنوب، وهي مطالب ازدادت بعد الأحداث الأخيرة في السويداء السورية.

في المقابل، نشرت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي بيانات قالت فيها إن ثلث «إنجازاتها» ضد الحزب تحقق بعد وقف إطلاق النار بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنها نفذت 597 هجوماً بينها 233 عملية اغتيال استهدفت عناصر وقيادات، إضافة إلى مستودعات أسلحة ومنصات صواريخ. كما أحصت إسرائيل 1263 خرقاً للاتفاق، تعامل الجيش اللبناني مع 456 منها فيما تولى الجيش الإسرائيلي مهاجمة 210 أهداف بعد انقضاء المهلة المقررة.

وأوضح ضباط إسرائيليون أن الحرب الأخيرة كبّدت الحزب خسائر فادحة، إذ فقد نحو 13 ألف مقاتل بين قتيل وجريح، وتعرضت قدراته الصاروخية لضرر بالغ بعد تدمير 70% من مواقع الإطلاق والقضاء على معظم أسلحته الاستراتيجية، فضلاً عن تحييد «قوة الرضوان» التي تراجع عدد عناصرها من 6 آلاف إلى أقل من 2500. وأكد قائد المنطقة الشمالية أوري غوردين أن الوضع الأمني الإسرائيلي على الحدود «هو الأفضل منذ عقود»، مطالباً الدولة اللبنانية بنزع سلاح الحزب بشكل كامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق