أحداث دائرة الزراعة في بغداد فجرت مواجهة مسلحة وتصعيدا سياسيا داخليا وخارجيا

قسم الأخبار الدولية 28/07/2025
أشعلت المواجهات التي اندلعت صباح الأحد في دائرة الزراعة بمنطقة الكرخ في بغداد، بين عناصر من الحشد الشعبي وقوات الأمن، أزمة واسعة داخل العراق بعدما أسفرت عن مقتل شرطي ومدني وإصابة 12 عنصراً من الشرطة. جاءت هذه الأحداث على خلفية نزاع على منصب مدير الدائرة وصراع على مصالح متشابكة تتعلق بالأراضي الزراعية في منطقة الدورة جنوبي العاصمة.
دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة، إذ أصدرت السفارة الأميركية في بغداد بيان تعزية لعائلات الضحايا ووجهت فيه اتهاما مباشراً إلى كتائب حزب الله بالمسؤولية عن الحادث، ووصفتها بأنها منظمة إرهابية، مؤكدة أن القتلى سقطوا نتيجة هجوم نفذته عناصر من هذا الفصيل. في المقابل تجنبت البيانات الرسمية العراقية تحديد الجهة المتورطة.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة اعتقال 14 عنصراً من اللواءين 45 و46 التابعين للحشد الشعبي وإحالتهم للقضاء، فيما ترأس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اجتماعاً أمنياً طارئاً بحضور القيادات الأمنية شدد خلاله على فرض هيبة الدولة، وضرورة منع أي تحرك مسلح خارج إطار الأوامر الرسمية، مؤكداً أن لا جهة تعلو على القانون.
كما عقدت قوى الإطار التنسيقي اجتماعاً طارئاً أعطت فيه الضوء الأخضر للسوداني لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الحادث مرتبط بخلافات حول منصب المدير العام واستبدال شخصية مقربة من كتائب حزب الله بمدير آخر مدعوم من فصيل منافس.
وأصدرت عدة جهات بيانات إدانة، أبرزها فرقة العباس القتالية التي اعتبرت ما جرى اعتداءً خطيراً على القوات الأمنية وهيبة الدولة، فيما دعا القيادي في الكتائب حسين مؤنس إلى تعزيز التنسيق الأمني وتجنب الانجرار وراء استغلال الحادث سياسياً. وتبقى تداعيات هذه الأزمة مفتوحة على احتمالات تصعيد أكبر إذا لم تُحسم التحقيقات سريعاً وتفرض الدولة سيطرتها على السلاح المنفلت.