طهران تبحث عن مخرج دبلوماسي لتفادي «سناب باك» وسط تردد أوروبي وضغط غربي

قسم الأخبار الدولية 21/07/2025
سعت إيران إلى تكثيف تحركاتها الدبلوماسية لمنع الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) من تفعيل آلية «سناب باك» التي تلوّح بإعادة فرض العقوبات الأممية عليها، بموجب القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن في 2015. وأكدت طهران في اتصالاتها أن اللجوء إلى هذه الخطوة سيقوّض أي إمكانية للعودة إلى مسار تفاوضي سلمي، كما سيحرم الأوروبيين من لعب أي دور فاعل في الملف النووي الإيراني.
وبينما لا تبدو عودة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قريبة، ركزت طهران تحركاتها على المسار الأوروبي، نظراً لأن باريس ولندن وبرلين ما زلن منخرطات رسمياً في الاتفاق النووي، بعكس واشنطن التي انسحبت منه عام 2018. وتخشى إيران أن تستغل هذه الأطراف المهلة المتبقية حتى نهاية أغسطس لتفعيل آلية «سناب باك» التي تعيد تلقائيًا العمل بست مجموعات من العقوبات الدولية كانت قد عُلّقت عقب توقيع اتفاق 2015.
وأعلنت الخارجية الإيرانية عن اجتماع مرتقب في إسطنبول مع ممثلي الترويكا الأوروبية، في وقت كثّف فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تحذيراته، مؤكداً أن أي لجوء إلى «سناب باك» سيفقد الأوروبيين «صفة الشريك» في الاتفاق، وسيدفع طهران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية تشمل الانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ووسط هذه الأزمة، تحاول إيران حشد دعم كل من موسكو وبكين، رغم امتعاضها من ضعف تضامنهما خلال حرب الـ12 يوماً الأخيرة، إلا أن طهران تراهن عليهما لمنع إصدار أي قرار أممي جديد ضدها، حتى وإن كانت آلية «سناب باك» لا تتطلب تصويتاً مباشراً. ورغم ذلك، تشير قراءات قانونية إلى أن قدرة روسيا والصين على منع إعادة تفعيل العقوبات محدودة، ما دفع بعض الأصوات الإيرانية إلى التلويح بفكرة انسحابهما معاً من اتفاق 2015، لإجهاض أي مفعول قانوني له.
لكن الأوروبيين، بحسب مصادر دبلوماسية في باريس، لا ينوون التراجع عن تهديداتهم، ويطالبون إيران باتفاق «قوي وشفاف وقابل للتحقق»، يشمل قيوداً على تخصيب اليورانيوم، وبرنامجها الصاروخي، ونشاطاتها الإقليمية. ويُعد ملف التخصيب أحد أعقد القضايا، إذ ترفض طهران أي تنازل يمس سيادتها في هذا المجال، معتبرة أن امتلاك التقنية النووية السلمية حق سيادي غير قابل للمساومة.
وعلى الرغم من تمسك طهران بخطاب حازم، فإن التصعيد الأوروبي المدعوم أميركياً يضعها في موقع تفاوضي ضعيف، خاصة في ظل تراجع التعاطف الروسي والصيني، وضغوط اقتصادية متزايدة، وبيئة إقليمية ودولية غير مواتية. لذلك، تسعى إيران إلى تجنب المواجهة الشاملة مع الغرب، عبر تقديم تنازلات محدودة تحفظ ماء وجهها، دون أن تمس جوهر سياساتها النووية والإقليمية.