آسياأخبار العالمأوروبا

إيران تعود إلى طاولة المفاوضات مع الأوروبيين بعد تصعيد عسكري أميركي وإسرائيلي ضد منشآتها النووية

تستأنف إيران يوم الجمعة المقبل محادثاتها بشأن ملفها النووي مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في مدينة إسطنبول، في أول لقاء رسمي منذ الهجمات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو، وشكّلت تصعيداً غير مسبوق في الصراع بين طهران وتل أبيب، وشاركت فيه الولايات المتحدة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن إيران وافقت على عقد الجولة الجديدة من المحادثات بناءً على طلب الدول الأوروبية الثلاث، في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015). وأكد أن الاجتماع سيعقد في إسطنبول، بعد مشاورات مكثفة.

ويأتي اللقاء في وقت لا تزال فيه آثار القصف الأميركي والإسرائيلي لمواقع حساسة داخل إيران حاضرة بقوة. فقد شنت إسرائيل، في 13 يونيو، هجوماً مباغتاً على منشآت عسكرية ونووية، أعقبه قصف أميركي لمواقع تخصيب اليورانيوم في فوردو وأصفهان ونطنز في 22 يونيو، ما أدّى إلى وقف محادثات كانت تُجرى بوساطة عمانية بين طهران وواشنطن.

ويُنظر إلى اللقاء المقبل في إسطنبول باعتباره اختباراً جدياً لرغبة الأطراف في التوصل إلى صيغة دبلوماسية تضمن استمرار الرقابة على البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً مع اقتراب موعد تفعيل “آلية الزناد” الأوروبية في أكتوبر، والتي قد تعيد فرض عقوبات دولية على طهران.

في هذا السياق، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على منصة “إكس” أن إيران “مستعدة لمقابلة الدبلوماسية الجادة بالمثل”، لكنه شدّد على أن طهران لن تقبل إعادة فرض العقوبات، معتبراً أن الأوروبيين فقدوا أهليتهم كأطراف في الاتفاق بعد دعمهم، سياسياً ومادياً، للهجمات العسكرية ضد بلاده.

من جانب آخر، اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين مع مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، حيث ناقشا التصعيد الإقليمي والملف النووي. وأكد الكرملين أن موسكو لا تزال ملتزمة بإيجاد تسوية سياسية، رغم تحفظها على التحركات العسكرية الأميركية والإسرائيلية.

ويرى مراقبون أن هذا الاجتماع قد يعكس محاولة روسية لإعادة ضبط التوازن في العلاقة مع طهران، بعد تقارير أشارت إلى ضغوط روسية غير مباشرة على إيران لقبول تسوية نووية تُجنّبها مزيداً من العزلة.

وبينما يتواصل الجمود في الاتفاق النووي منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018، تُحذّر القوى الأوروبية من أن استمرار إيران في تجاوز التزاماتها سيدفعها إلى تفعيل آلية العقوبات الأممية، ما يفتح الباب مجدداً على صراع دبلوماسي واقتصادي مفتوح قد يعمّق أزمات الشرق الأوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق