مخطط “المدينة الإنسانية” يثير انتقادات واسعة داخل إسرائيل وخارجها ويُحمّل نتنياهو مسؤولية تفاقم العداء لليهود

قسم الأخبار الدولية 17/07/2025
تزايدت الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية تجاه مشروع “المدينة الإنسانية” الذي تسعى حكومة بنيامين نتنياهو لإقامته جنوب قطاع غزة، وسط اتهامات بأن المشروع يضع إسرائيل في مأزق أخلاقي وأمني واقتصادي، ويهدد صورة اليهود في العالم، خصوصًا في الولايات المتحدة.
وصف لواء الاحتياط يسرائيل زيف المشروع بأنه “أكبر معسكر اعتقال في التاريخ”، بينما اعتبر رئيس الأركان إيال زامير أن المدينة تتطلب موارد هائلة ووقتًا طويلًا لإنجازها. وأفاد مراسل إذاعة الجيش أمير بار شالوم بأن المشروع “جنون مكلف” سيجعل تل أبيب مسؤولة عن إعالة نحو 600 ألف فلسطيني في ظل غياب أي دعم دولي.
وأشار مراسل القناة 12 نير دفوري إلى أن المؤسسات الأمنية ترى أن المدينة تعني “حكمًا عسكريًا للقطاع”، فيما قدرت تكلفة إنشائها بـ3 مليارات دولار، تليها تكاليف تشغيلية مماثلة في العام الأول وحده، دون أن تقدم حلًا استراتيجيًا لأزمة غزة الممتدة.
وفي هذا السياق، حذّر محللون من أن المشروع يضع إسرائيل في مواجهة مسؤوليات قانونية كاملة بموجب القانون الدولي، بينما تساءل قادة عسكريون عن إمكانية التفريق بين المدنيين والمقاتلين ضمن بيئة مكتظة كتلك.
في المقابل، عبّر يهود أميركيون عن استيائهم المتزايد من سياسات الحكومة الإسرائيلية. ونقلت القناة 11 الإسرائيلية عن الممثل الأميركي اليهودي ماندي باتينكين قوله إن “نتنياهو وحكومته المتطرفة مسؤولون عن تصاعد معاداة السامية في العالم”، معتبرًا أن “ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين يُشبه ما عانى منه اليهود عبر التاريخ”.
ومن جانبه، أشار يهودا كيرتسر، الرئيس المشارك لمعهد هارتمان، إلى أن غالبية اليهود الأميركيين، وخصوصًا من التيار الإصلاحي، يرفضون نهج الحرب في غزة، ويرون أن استمرارها – لا سيما مع مقتل أكثر من 60 ألف مدني وتجويع السكان – يتناقض مع القيم اليهودية.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن مشروع “المدينة الإنسانية” لم ينجح فقط في إثارة الجدل داخليًا، بل عمّق أيضًا من عزلة إسرائيل في محيطها الدولي، بل وبين أبناء الديانة اليهودية أنفسهم.