«حزب الله» يتعرض لانتقادات حادة في لبنان بسبب مواقفه من حصرية السلاح وتداعياتها على الوحدة الوطنية والموقف الدبلوماسي
قسم الأخبار الدولية 14/07/2025
وجه مصدر وزاري لبناني انتقادات لاذعة لمواقف «حزب الله» الأخيرة، معتبراً أنها تضعف وحدة الصف الوطني في لحظة سياسية دقيقة تتطلب التزاماً جماعياً بخيارات الدولة، خصوصاً في ما يتصل بحصرية السلاح واستحقاقات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
ورأى المصدر، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، أن الحزب مدعو إلى «الانتظام سياسياً» ضمن الموقف الذي عبر عنه الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، الذين ينتظرون بدورهم رد المبعوث الأميركي توم برّاك على جوابهم بشأن آليات تثبيت وقف النار في جنوب لبنان. وحذر المصدر من أن تصريحات قادة الحزب، لا سيما ما صدر عن الوزير السابق محمود قماطي، تشوش على الرد الرسمي اللبناني وتضعف موقفه، خاصة مع تأكيد قماطي أن الحزب يعيد بناء قدراته العسكرية، ما يوفر – حسب المصدر – ذريعة لإسرائيل لتصعيد عدوانها.
وأشار المصدر إلى أن هذه التصريحات تتناقض مع مضمون الرسالة اللبنانية الرسمية التي أكدت التزام الدولة بحصرية السلاح، وطالبت بضمانات أميركية لوقف النار، في مقابل استعداد لبناني للانخراط في مناقشة المقترح الأميركي-الفرنسي. كما وصف تصريحات القيادي في الحزب الشيخ فيصل شكر بأنها «تهديد مباشر» لمن يطالب بنزع سلاح الحزب، ورأى فيها تحدياً لبيان الحكومة التي يشارك فيها «حزب الله» بوزيرين، ولم يسجلا أي تحفظ على هذا البند.
ولفت المصدر إلى أن نبيه بري، الحليف الأقرب لـ«حزب الله»، أبدى انزعاجه من خطابات التصعيد، خصوصاً اعتراض دوريات قوات اليونيفيل في الجنوب، واعتبر أن ما يجري لا يخدم مصالح لبنان ولا استراتيجية الانخراط في الدولة، بل يمنح خصوم الحزب أدوات إضافية لمحاصرته سياسياً.
كما شدد المصدر على أن الحزب كان جزءاً من المشاورات التي صاغت الرد اللبناني على المقترحات الأميركية، داعياً إلى «التخلي عن سياسة شراء الوقت» والامتناع عن التهديدات التي تفقد لبنان فرصة ثمينة للانخراط في تسوية تنقذه من أزمته السياسية والاقتصادية.
واعتبر أن الحزب بحاجة اليوم إلى مراجعة عميقة لمواقفه على ضوء التغيرات الإقليمية، وتراجع نفوذ محور الممانعة، مشيراً إلى أن إيران نفسها باتت تنكفئ داخلياً، وأن الوقت لم يعد في صالح أحد، لا لبنان ولا «حزب الله»، وسط ضغط أميركي واضح لحسم الموقف من قضية السلاح باعتبارها المدخل الإجباري لأي دعم دولي.
