أخبار العالمالشرق الأوسط

رمزية التسليم… «العمال الكردستاني» يبدأ أولى خطوات نزع السلاح في شمال العراق وسط إشراف مشترك ومراقبة إقليمية

بدأ مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» اليوم الجمعة تنفيذ أول خطوة رمزية في مسار نزع السلاح، عبر تسليم محدود لأسلحتهم في مراسم أقيمت بالقرب من مدينة السليمانية شمال العراق، في تطور وُصف بأنه قد يمثل نقطة تحول في ملف التمرد الكردي المسلح المستمر منذ أكثر من أربعة عقود داخل تركيا.

وبحسب مصادر مطلعة، شارك نحو 40 مقاتلاً من الحزب وقائد ميداني واحد في عملية التسليم، التي نُظمت تحت رقابة عدد من ممثلي الأجهزة الاستخبارية التركية والعراقية، ومسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق، إلى جانب أعضاء بارزين من «حزب المساواة والديمقراطية للشعوب» المؤيد للأكراد، الذي لعب دوراً محورياً في الدفع باتجاه هذه المبادرة.

ويُعد هذا التحرك تنفيذًا عمليًا لإعلان الحزب في مايو الماضي حل نفسه والتخلي عن العمل المسلح، استجابةً لدعوة من زعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999 في تركيا. ويأمل الوسط السياسي في أن يكون هذا التسليم المحدود بمثابة اختبار أولي لنية جدية في إنهاء الصراع، قبل الانتقال إلى مراحل أوسع من تفكيك البنية العسكرية للحزب.

وكان «العمال الكردستاني» قد دخل في صراع مسلح ضد الدولة التركية منذ عام 1984، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم من الأكراد، وتكبيد البلاد خسائر اقتصادية ضخمة، فضلاً عن زرع انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة داخل تركيا وعلى حدودها الجنوبية.

ومن المقرر أن تُستكمل العملية بمراسم لاحقة لتدمير الأسلحة التي جرى تسليمها، بما يعكس نية لإغلاق هذا الملف عسكريًا، وسط تفاؤل حذر من الجهات المعنية بأن تكون هذه المبادرة بداية لمسار سياسي مختلف بين الدولة التركية ومكونات المجتمع الكردي في الداخل والخارج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق