أخبار العالمأمريكا

مخزون الباتريوت الأميركي يثير قلق البنتاغون بعد استنزافه في الشرق الأوسط وتجميد نقل الذخائر إلى أوكرانيا

قلّصت الولايات المتحدة بشكل مقلق مخزونها من صواريخ “باتريوت” الاعتراضية، حيث لا يتوافر حالياً سوى ربع الكمية المطلوبة لتنفيذ خطط البنتاغون العسكرية، حسب ما كشفه تقرير نشرته صحيفة الغارديان. هذا الانخفاض الكبير في المخزون، نتيجة عمليات الانتشار المكثفة في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، دفع البنتاغون إلى مراجعة عاجلة لإمداداته من الذخائر، وتجميد عمليات نقل السلاح إلى أوكرانيا.

وجاء القرار إثر موجة من القلق داخل وزارة الدفاع الأميركية، لا سيما بعد استخدام نحو 30 صاروخ “باتريوت” لاعتراض صواريخ إيرانية عقب قصف أميركي استهدف منشآت نووية في إيران الشهر الماضي، في إطار تصعيد مفاجئ شمل قواعد أميركية في الخليج. وقد أدّى هذا الاستهلاك السريع إلى تجاوز الحد الأدنى لمخزونات الذخائر التي يتطلبها نظام تتبع الذخائر العالمي التابع للبنتاغون.

وأفاد التقرير أن نائب وزير الدفاع، ستيفن فاينبرغ، هو من أوقف عملية النقل مؤقتاً بانتظار إعادة تقييم شاملة، وذلك بناء على توصية من وكيل وزارة الدفاع للسياسات، إلبريدج كولبي. ورغم اتهامات بأن كولبي يسعى لتحويل الموارد العسكرية من أوكرانيا نحو الاستعداد لصراع محتمل مع الصين، إلا أن القرار النهائي وقّعه وزير الدفاع بيت هيغسيث، بعد مراجعة البيانات المتعلقة بتدهور مستوى الذخائر.

وعلى الرغم من تصريحات الرئيس السابق دونالد ترمب، التي أبدى فيها استعداده لإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يُحدد ما إذا كانت هذه الشحنات ستشمل أنظمة “باتريوت”. وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أبلغ ترمب نظيره الأوكراني أن القرار لم يكن بأمر مباشر منه، بل جاء ضمن مراجعة شاملة لمخزونات الأسلحة.

ويُواجه القرار الأميركي بتجميد النقل انتقادات متزايدة، خاصة في ظل أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، وافتقار كييف حالياً إلى الذخائر الدقيقة وصواريخ الدفاع الجوي الكافية لصد الهجمات. ويُعقّد هذا الوضع حقيقة أن أوكرانيا لا تستطيع طلب الأسلحة مباشرة من الشركات الأميركية دون أولوية للبنتاغون، وهو ما يعني سنوات من الانتظار.

ويُثير هذا الواقع الجديد أسئلة كبرى بشأن قدرة الولايات المتحدة على خوض نزاعين أو أكثر في آنٍ واحد، ويعكس هشاشة التوازن في منظومة تسليحها، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية مع كل من روسيا وإيران، واستعدادات ضمنية لاحتمالات المواجهة مع الصين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق